مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

الآب يحبّ الابن(يوحنّا10: 17-21)

~النص البيبلي~

17والآبُ يُحبُّني لأنِّي أُضَحِّي بِحياتي حتّى أستَرِدَّها.18ما مِنْ أحَدٍ يَنتَزِعُ حياتي مِنِّي، بل أنا أُضَحِّي بِها راضِيًا.فَلِيَ القُدرَةُ أنْ أُضَحِّيَ بِها، وليَ القُدرَةُ أنْ أستَرِدَّها.هذِهِ الوَصيَّةُ تَلقَّيتُها مِنْ أبي”.19ووقَعَ خِلافٌ آخَرُ بَينَ اليَهودِ على هذا الكلامِ،20فقالَ كثيرٌ مِنهُم: “هذا الرَّجُلُ فيهِ شَيطانٌ، فهوَ يَهذي.لماذا تُصغونَ إلَيهِ؟”21وقالَ آخرونَ: “ما هذا كلامُ رَجُلٍ فيهِ شَيطانٌ.أيَقدِرُ الشَّيطانُ أنْ يَفتَحَ عُيونَ العُميانِ؟

~شرح النص~

هل من الضّروري أن يبرّر يسوع محبّة الآب له بقوله“لأنّي أضحّي بحياتي كي أستردّها”؟ وكأنّ محبّة الخراف التي تقود الرّاعي إلى موت الصّليب، أصبحت السبب ليؤكّد الإبن حبّ الآب له.وكيف لا؟ بهذا الفداء يتمّم الإبن مشيئة الآب الذي يريد حياة الإنسان. “لا يريد موت الخاطىء بل أن يتوب عن طريقه فيحيا” (حزقيال18: 23).وهذا ما يفعله الإبن الحبيب بكامل إرادته لا قسرًا، إذ يُعلن أنّه يبذل حياته بملء رضاه.يحبّ الآب ويتلقّى هذه الوصيّة منه، ويحبّ الخراف فيضحّي بنفسه من أجلها.ليس موته عقابًا تكفيريًّا يشفي غليل العدل الإلهيّ، بل هو رغبة مشتركة بين الآب والإبن، محبّةً للعالم وتمجيدًا للحبّ الخالق.

~تأمل في النص~

في مخطّط الله الخلاصي منذ البدء، لا بل في حبّه الأزليّ، هناك المجال الأكبر ليحيا الإنسان الحياة الحقّة.وفي ملء الزّمان يكتمل هذا الحبّ بموت وقيامة يسوع، تحقيقًا حرًّا وإراديًّا لمشيئة الآب.أمّا بعض اليهود فثاروا على فكرة الإتّحاد الحميم بين يسوع وأبيه واعتبروا أنّ به شيطانًا.بالنسبة لهم، هذا الإنسان يتجاوز حدوده ويدّعي الألوهيّة.لا يريدون أن يصدّقوا الآيات التي قام بها، لأنّ أعماله العظيمة ومعجزاته تثبت صدق أقواله.ففضّلوا الإنعزال في أفكارهم المحدودة.

~الفكرة الرئيسة~

المسيح يسوع يقدّم حياته راضيًا لخلاص الإنسان.وفي ذلك تمجيدٌ للآب وتحقيقٌ للمخطّط الإلهيّ وتعبير عن حبّ الله اللاّمحدود للإنسان.

~صلاة~

ها حريّتي بين يديك يا ربّ فقدّسْها، وبين يديك قلبي فطهّرْه، ونظري فأنرْه، وإرادتي فحرّرْها.إجعلني تمجيدًا لك ومحبّةً للأخوة، حتّى الصّليب.

~قرار اليوم~