مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample
مدخل إلى إشعيا الأوّل(إشعيا1: 1)
~النص البيبلي~
1هذِهِ رُؤْيا إشعيا بنِ آموصَ، رَآها على يَهوذا وأُورُشليمَ في أيّامِ عُزِّيَّا ويُوثامَ وآحازَ وحزقيَّا، ملوكِ يَهوذا.
~شرح النص~
يُفتتَح سفر إشعيا بكلمة“رؤيا”، ولهذه المفردة مكانتها وقيمتها بالنسبة إلى السِفر بكامله.فالنبيّ إشعيا هو نبيٌّ راءٍ، أي إنّه يرى ما لا يراه الآخرون، لأنّه يرى بعينيّ الله.لقد منحه الربّ هذه الهبة المميّزة وطلب منه أن يشارك سامعيه أو قرّاءه بما يغفلون عن تبيانه.
يعني إسم“إشعيا”الربّ يخلّص، وكأنّه يختصر رسالة النبيّ الذي يبشّر بالخلاص للمَلِك ولمدينة أورشليم.بالواقع، تزامنت رسالته مع وضع مضطرب، كان فيه ملك يهوذا يعاني من تـهديد الغزو إثر تحالف ملك إسرائيل(مملكة الشمال)وملك آرام، التي تطابق في أيامنا سورية الشماليّة.وبالمقابل، كان النبيّ على يقين أنّ الغزو لن يحصل(إشعيا7: 7)، بل إنّ الربّ سيخلّص مملكة يهوذا.ثمّ عاد وشدّد الملك حزقيّا بعد أن صعد ملك أشّور لاجتياح يهوذا(إشعيا37: 6–7)، ففي كلتا الحالتين، تيقّن الشعب من أنّ إسم إشعيا كان متّسقًا مع رسالته.
من ناحية أخرى، يحدّد لنا النبيّ الإطار الجغرافيّ لرؤياه، فهي تطال مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم.أمّا الإطار التاريخيّ فيرتبط بالحقبة التي تمتدّ من أيّام الملك عزيّا إلى نظيره حزقيّا، مرورًا بكلٍّ من يوتام وآحاز.ملوكٌ أربعة عايشهم إشعيا، وهم حكموا يهوذا ما بين منتصف القرن الثامن وبداية القرن السابع ق.م.
في ما يخصّ مضمون الرؤيا، يخلق فينا النبيّ عنصر التشويق، فيستبقينا بحالة إنتظار إلى الفصل السادس من كتابه، حيث يعطينا وصفًا مفصّلاً عن رؤياه التي تتكلّل بتلبيته لطلب الربّ له: “ها أنا لك، فأرسلني” (إشعيا6: 8).
~تأمل في النص~
لقد وهبنا الربّ الحواسّ الخمس لتساعدنا على إكتشاف العالم الذي يحيط بنا، ولكنّها تقتصر على إدراك ظواهر الأمور من خلال اللّمس أو الشمّ أو السمع أو النظر أو الذوق، ولكن يبقى علينا أن نتفاعل معها ونسعى إلى إدراك كنهها، تمامًا كما حصل مع إشعيا الذي تمتّع بأحاسيس مرهفة، أقلّه في ما يخصّ حاسّة النظر، فرأى بعين البصيرة كلّ ما يدور حوله، وفهم جسامة الأحداث الآنيّة ومدى إنعكاسها على المستقبل.
~الفكرة الرئيسة~
لا بدّ من الإطّلاع على الإطار الجغرافيّ والتاريخيّ كي نفهم مضمون نبوءة إشعيا.
~صلاة~
أشكرك يا ربّ على جميع الحواسّ التي وهبتنيها، وبنوع خاصّ على حاسّة النظر، التي بـها أُدرك روعة خلقك.قوِّ يا ربّ حاسّة البصيرة لديّ لأعي محبّتك وصلاحك اللّامتناهيَين، واعطِني أن أراك دومًا، حتّى في أحلك ظروف حياتي، حين يخيَّل إليَّ أنّي دخلت في نفق لا نـهاية له.كنْ أنتَ شمسي المضيئة التي تقتحم عالم الظلمة والظلم.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More