مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

لو كنتَ ههنا!(يوحنّا11: 17-27)

~النص البيبلي~

17فلمَّا وصَلَ يَسوعُ وجَدَ أنَّ لِعازَرَ في القَبرِ مِنْ أربعةِ أيّامٍ.18وبَيتُ عنيا تَبعُدُ عَنْ أورشليمَ نحوَ ميلَينِ.19وكانَ كثيرٌ مِنَ اليَهودِ جاؤُوا إلى مرتا ومَريَمَ يُعزُّونَهُما عَنْ أخيهِما.20فلمَّا سَمِعَت مرتا بِمَجيءِ يَسوعَ خرَجَت لاستقبالِهِ، وبَقِـيَت مَريَمُ في البَيتِ.21فقالَت مرتا ليَسوعَ: “لَو كُنتَ هُنا، يا ربّ، ما ماتَ أخي!22ولكنِّي ما زِلتُ أعرِفُ أنَّ اللهَ يُعطيكَ كُلَّ ما تَطلُبُ مِنهُ”.23فقالَ لها يَسوعُ: “سيقومُ أخوكِ”.24فأجابَت: “أعرفُ أنَّهُ سيقومُ في القِـيامةِ، في اليوم الآخِر”.25فقالَ لها يَسوعُ: “أنا هوَ القيامةُ والحياةُ.مَنْ آمنَ بـي يَحيا وإنْ ماتَ.26وكُلُّ مَن يحيا مُؤمنًا بـي لا يَموتُ أبدًا.أتُؤمِنينَ بهذا؟”.27أجابَت: “نعم، يا ربّ.أنا أُؤمِنُ كُلَّ الإيمانِ بأنَّكَ أنتَ المَسيحُ ابنُ اللهِ الآتي إلى العالَمِ”.

~شرح النص~

خطوة بعد خطوة، يقترب يسوع من بيت عنيا، مسرح الحدث الرئيسيّ.لم يصل بعدُ إليها.هنا أيضًا، بالقرب من بيت عنيا، يصوّر يوحنّا مشهدًا بين يسوع ومرتا.من أساليب يوحنّا المحبّبة أن يجعل أشخاصًا منفردين يواجهون يسوع وجهًا لوجه.هكذا فعل مع نيقوديموس والمرأة السامريّة والأعمى منذ مولده، وهذا ما سيفعله مع توما ومريم المجدليّة بعد قيامة الربّ.لكلّ واحد من هؤلاء رمز وموقف تجاه يسوع.إنّهم يمثّلون نماذج بشر، وليس فقط أنفسهم.مرتا هنا هي نموذج المرأة المندفعة، تمامًا كما نجدها في إنجيل لوقا عندما استضافت وأختها مريم يسوع في بيتهما(لوقا10: 38–42).هي أيضًا امرأة صديقة، بين عائلتها ويسوع دالّة عظيمة.

~تأمل في النص~

“يا ربّ، لو كنتَ ههنا لما مات أخي”، تقول مرتا بِلَوعة الأخت الثكلى.في كلامها تمنٍّ غارق في الإيمان:ليت يسوع كان حاضرًا، لأنّ وجوده يضمن الحياة، وفي غيابه يحصل الحزن والموت.لكنّ الربّ شاء، وعن قصد، ألاّ يكون هنا، ومرتا لا تعلم قصد المعلّم هذا.لم تنغلق مرتا في كآبتها، بل راحت لساعتها تقول: “ما زلتُ أعلم أنّ كلّ ما تسأل الله، فالله يعطيك إيّاه”.استمرّت في إيمانها، فكان لها ما أرادت.إلى أيّ مدى نحن نؤمن بأنّ وجود يسوع في حياتنا هو ضمان حياة؟ هناك أناسٌ نلقاهم أحيانًا يؤمنون بهذا، فيُدخلون الله في قراراتهم.يستلهمونه ويستشرفون مشيئته في كلّ شيء.لا حاجة لهم أن يعاتبوه إن غاب، لأنّ لا شكّ لديهم بأنّه حاضر في سفينة حياتهم، ولو نائمًا.لا يثورون ولا يرفعون الصوت قائلين: “أين كنت؟”، بل نراهم يقطعون محنة غياب الربّ بصمت خاشع، ويسيرون في ليل الإيمان برجاء مذهل.

~الفكرة الرئيسة~

المصيبة العظمى في حياتنا ليست الأزمة بحدّ ذاتها،بل عدم اتّكالنا على الربّ في خضمّ الأزمة.

~صلاة~

أثق بك، يا إلهي، وإليك أسلّم أمري.ما همّني إن أحاطتني حبائل الموت، والظلمات داهمتني!ما دمتَ معي، فأنت في الموت حياتي، وفي الظلمة نوري.آمين.

~قرار اليوم~