مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

اليهود يرفضون يسوع(يوحنّا10: 22-42)

~النص البيبلي~

22وجاءَ عيدُ التَّجديدِ في أُورُشليمَ، وذلِكَ في الشِّتاءِ.23وكانَ يَسوعُ يتَمشَّى في الهَيكَلِ في رِواقِ سُليمانَ،24فتَجَمَّعَ اليَهودُ حولَهُ وقالوا لَه: “إلى متى تُبقينا حائِرينَ؟ قُلْ لنا بِصَراحةٍ:هل أنتَ المَسيحُ؟”25فأجابَهُم يَسوعُ: “قُلتُهُ لكُم، ولكنَّكُم لا تُصَدِّقونَ.الأعمالُ الّتي أعمَلُها باَسمِ أبي تَشهَدُ لي...30أنا والآبُ واحِدٌ”.31وجاءَ اليَهودُ بِحجارَةٍ ليَرجُموه.32فقالَ لهُم يسوعُ: “أرَيتُكُم كثيرًا مِنَ الأعمالِ الصَّالِحَةِ مِنْ عِندِ الآبِ، فلأيِّ عمَلٍ مِنها تَرجُموني؟”33أجابَهُ اليَهودُ: “لا نَرجُمُكَ لأيِّ عمَلٍ صالِـحٍ عَمِلتَ، بل لِتَجديفِكَ.فما أنتَ إلاّ إنسانٌ، لكِنَّكَ جَعلتَ نَفسَكَ إلهًا”...

~شرح النص~

في رواق سليمان تجمّع اليهود المحتارون في أمر يسوع.وكان ذلك في عيد التّجديد، أي في تذكار تطهير الهيكل في عهد يهوذا المكابي عام164ق.م.تقريبًا، بعد أن دنّسه أنطيوخس أبيفانوس.فالهيكل الجديد، سكنى الآب والروح، هو يسوع المسيح ابن الله.ولكن اليهود ينتظرون أجوبة وآيات تقنعهم بشخص يسوع كما يحلو لهم أن يتصوّروا المسيح الآتي.وجواب يسوع ليس إلّا دعوتهم لفتح أعينهم ورؤية الأعمال الصالحة التي تؤشّر إلى هوّيتهم.إنّما مشكلتهم في الكلمة العسيرة التي قالها يسوع: “أنا والآب واحد”.

خلافًا للملك سليمان، يسوع هو الملك الذي رفضه شعبه، وحاول الرؤساء أن يمسكوه ليرجموه، ولكنّ هذه الساعة بيد الآب.

~تأمل في النص~

سبع مرّات يخبرنا يوحنا الانجيلي أنً اليهود يحاولون قتل يسوع.وفي ذلك دليل على تصلّبهم وعنادهم في مشروع إزالته من الوجود.وهذه المرّة لا يختبئون وراء عملٍ رائع خالف به شريعة السبت، ولكن يعلنون موضوع الإتّهام في ادّعائه أنّه والآب واحد، ممّا يشكّل برأيهم تجديفًا واضحًا إذ يعتبر نفسه الله.وهنا يعطيهم يسوع برهانًا آخر، غير الآيات القديرة التي تتكلّم عنه، وهو برهان الكتب المقدسة.يقول المزمور إنّ الذين اقتبلوا كلمة الله دعاهم آلهة(مزمور82: 6)، فكيف يكون إذًا ابن الله وكلمته مجدّفًا؟ حتى النهاية، لا يزال يسوع يدعوهم إلى الايمان، ولكنّ كلاً منهم حرّ أمام الله، ومسؤول عن خياره.

~الفكرة الرئيسة~

الموضوع الأساسي في إنجيل يوحنا هو الإيمان.مهما كثرت البراهين أو تقلّبت الظروف أو اختلفت العلامات،فالإنسان يبقى حرًّا،مدّعوًا للإيمان بكامل إرادته.

~صلاة~

هبْني روحك القدّوس يا ربّ، كي أعرف أن أقرأ علامات حضورك وأسير في الحقّ وأتمّم مشيئتك.

~قرار اليوم~