مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

يسوع باب الخراف والرّاعي الصّالح(يوحنّا10: 7-16)

~النص البيبلي~

7فقالَ لهُم: “الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم:أنا بابُ الخِرافِ.8جميعُ مَنْ جاؤُوا قَبلي سارِقونَ وَلُصوصٌ، فَما أصغَتْ إلَيهِمِ الخِرافُ.9أنا هوَ البابُ، فمَنْ دخَلَ مِنِّي يَخلُصُ:يدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرعًى.10لا يَجيءُ السّارِقُ إلاً ليَسرِقَ ويَقتُلَ ويَهدِمَ.أمَّا أنا فجِئْتُ لِتكونَ لهُمُ الحياةُ، بل مِلءُ الحياةِ.11أنا الرّاعي الصَّالِـحُ، والرّاعي الصَّالِـحُ يُضحِّي بِحياتِهِ في سبـيلِ الخِرافِ.12وما الأجيرُ مِثلُ الرّاعي، لأنَّ الخِرافَ لا تَخصُّهُ.فإذا رأى الذِّئبَ هاجِمًا، ترَكَ الخِرافَ وهرَبَ، فيَخطَفُ الذِّئبُ الخِرافَ ويُبدِّدُها.13وهوَ يَهرُبُ لأنَّهُ أجيرٌ لا تَهُمُّهُ الخِرافُ.14أنا الرّاعي الصَّالِـحُ، أعرِفُ خِرافي وخِرافي تَعرِفُني،15مِثلَما يَعرِفُني الآبُ وأعرِفُ أنا الآبَ، وأُضَحِّي بحَياتي في سَبـيلِ خِرافي.16ولي خِرافٌ أخرى مِنْ غَيرِ هذِهِ الحَظيرةِ، فيَجِبُ علَيَّ أنْ أقودَها هيَ أيضًا.ستَسمَعُ صوتي، فتكونُ الرَّعِيَّةُ واحدةً والرّاعي واحدًا...”.

~شرح النص~

إنّ الله هو الذي يغلق أو يفتح الباب، وهنا يفتح باب الرّحمة والغفران للشّعب ولكلّ إنسان، بإرساله الإبن الوحيد فداءً للعالم.يسوع المسيح هو الباب، ولا خلاص من دونه.ولكنّه أيضًا الراعي الصّالح الذي يبذل نفسه عن الخراف ولا يدع الذّئاب تعيث فيها فسادًا.فمن جهة، الطريق مفتوحة صوب الملكوت الأبديّ لأنّ يسوع هو الباب، ومن جهةٍ أخرى، الطّريق سالكة وآمنة لأنّ يسوع هو الرّاعي الذي يقود الخراف.وفي هذا الإطار ليس المسيحيّون المؤمنون قطيعًا عديم الإرادة يتبع الآخرين بشكلٍ غبيّ، بل هذا القطيع هو مُلك الربّ، جسد الربّ، حيث كلّ عضوٍ في علاقة شخصيّة مع الرّاعي الذي يعرفه.والخراف ليست محصورةً في حظيرةٍ واحدة، بل المسيح قد أتى العالم للأمم جميعها، وله خراف أخرى من غير اليهود.وبرسالته الشموليّة سوف يجعل من كلّ المؤمنين رعيّةً واحدة لراعٍ واحد.

~تأمل في النص~

يسوع معطي الحياة لكلّ من يؤمن به.وكما عرّف عن نفسه أنّه الطّريق والحقّ والحياة، يعطي صورة الباب وصورة الرّاعي الصّالح ليؤكّد على المهمّة التي أرسله الآب من أجلها.فالصّورة الأولى، صورة الباب، تذكّر بالطريق الضيّق، طريق الصّليب التي يتّخذها يسوع تعبيرًا عن حبّه المطلق للإنسان.وتلميذ يسوع بدوره، عليه أن يقبل دعوة يسوع للدّخول من الباب، أيّ لقبول طريق الصّليب نحو القيامة.والصّورة الثّانية، صورة الرّاعي الصّالح، تذكّر بالعهد القديم، حيث داود الملك كان راعيًا وحيث الأنبياء ندّدوا بالرّعاة الأشرار ووصّفوا الرّعاة الصّالحين.ولكنّ الأهمّ هو أنّ الله يرعى شعبه ويقوده إلى الخير كلّه.

~الفكرة الرئيسة~

لا نستطيع الوصول إلى الآب وإلى الحياة الأبديّة إلاّ من خلال يسوع الذي فتح لنا باب الصّليب والقيامة،وهو يقودنا ويسير أمامنا.

~صلاة~

أعطني يا ربّ أن أسير وراءك وأنظر إلى كلّ شيء من خلالك.

~قرار اليوم~