مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

الرّاعي والخراف(يوحنّا10: 1-6)

~النص البيبلي~

10“الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم:مَنْ لا يَدخُلُ حَظيرَةَ الخِرافِ مِنَ البابِ، بل يَصعَدُ علَيها مِنْ مكانٍ آخَرَ، فهوَ سارِقٌ ولِصٌّ.2أمَّا مَنْ يَدخُلُ مِنَ البابِ فهوَ راعي الخِرافِ.3لَه يَفتَحُ البوّابُ، وإلى صوتِهِ تُصغي الخِرافُ.يَدعو كُلَ واحدٍ مِنْ خِرافِهِ باَسمِهِ ويُخرِجُهُ.4وعِندَما يُخرِجُها يَمشي قُدَّامَها، والخِرافُ تَتبَعُهُ لأنَّها تَعرِفُ صَوتَهُ.5أمَّا الغريبُ فتَهرُبُ مِنهُ ولا تَتبَعُهُ، لأنَّها لا تَعرِفُ صَوتَ الغُرَباءِ”.6قالَ يَسوعُ هذا المثَلَ، فما فَهِموا مَعنى كلامِهِ.

~شرح النص~

مهّدت حادثة شفاء الاعمى لخطاب يسوع حول الرّاعي والخراف.وكانت العادة أن تُجمع الخراف في المساء داخل الحظيرة لحمايتها من اللّصوص ومن عوامل الطّقس ومن الحيوانات المفترسة.وكثيرًا ما كان الرّاعي يبقى في اللّيل في الحظيرة لرعاية الخراف وحراستها.وفي المعاني والرّموز، يتّضح أنّ الحظيرة تُمثّل الشعب الذي أعطاه الله شريعته، وفَصَلَه عن الأمم ليكون له شعبًا مقدّسًا مميّزًا.ولكنّ الخطيئة دومًا بالمرصاد، خاصّةً أنّ الرّعاة الأشرار لم يكونوا على مستوى المسؤوليّة، كما يقول حزقيال النّبي(34: 1–10)، فتركوا الشّاردة والمريضة والمفقودة وتسلّطوا على القطيع بقسوةٍ وعنف.

أمّا الرّاعي الحقيقي، فيدخل من الباب والخراف تسمع صوته.في العهد القديم، الله هو راعي شعبه، كما أعلن عنه مرارًا أنبياء الجلاء.وعندما يتكلّم يسوع عن نفسه أنّه الرّاعي الصّالح، لا شكّ أنّ اليهودي المؤمن سوف يفهم أنّه يساوي نفسه بالله.

~تأمل في النص~

يدعو الرّاعي كلّ واحدٍ من خرافه بإسمه فالمعرفة بينهما شخصيّة وعميقة وهو يخرجها إلى المراعي، لأنّ الحظيرة لم تعد المكان المناسب لها في وضح النّهار، عندما يشرق نور العهد الجديد، نور المسيح.والرّاعي يسير أمامها، يرشدها إلى الطّريق نحو الآب، وهي تصغي إلى صوته الذي يخاطب قلبها، بينما تهرب من الغريب.الله ليس غريبًا عن الإنسان، بل أرسل ابنه الوحيد إنسانًا بيننا ومعنا.ولكنّ الإنسان أحيانًا لا يفهم، كما حدث مع الّذين يسمعون كلام يسوع.

~الفكرة الرئيسة~

يسوع المسيح هو الرّاعي الصّالح الذي يهتمّ بالخراف المحتاجة إليه.وبالمقابل،من كان له تلميذًا حقًّا يعرف صوته ويصغي إليه.

~صلاة~

الربّ راعيّ فلا يعوزني شيء.والمسيح طريقي ومرافقي إلى بيت الآب.أعطني يا ربّ أن أعرفك وأميّز صوتك بين أصوات هذا العالم القلق.

~قرار اليوم~