مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

النّور والخطيئة(يوحنّا9: 39-41)

~النص البيبلي~

39فقالَ يَسوعُ: “جِئتُ إلى هذا العالَمِ لِلدَّينونَةِ، حتّى يُبصِرَ الّذينَ لا يُبصِرونَ، ويَعمَى الّذينَ يُبصرونَ”.40فسَمِعَهُ بَعضُ الحاضِرينَ مِنَ الفَرِّيسيّـينَ، فقالوا لَه: “أعُميانٌ نَحنُ أيضًا؟”41أجابَهُم يَسوعُ: “لَو كُنتُم عُميانًا، لما كانَ علَيكُم خَطيئةٌ.ولكِنْ ما دُمتُم تَقولونَ إنَّنا نُبصِرُ، فخَطيئتُكُم باقِـيَةٌ”.

~شرح النص~

نصل إلى ختام رواية شفاء الاعمى منذ مولده، حيث يطلق يسوع حكمه الأخير، ويذكّر القارئ بما ورد سابقًا في إنجيل يوحنا3: 19 “الدّينونة هي أن النّور جاء الى العالم، فأحبَ الناس الظلام بدلاً من النور لأنّهم يعملون الشرّ”.بذلك يرفع يسوع آية الشفاء التي قام بها إلى مستوى الرمز والمعنى اللاهوتي.جاء إلى العالم ليبصر الانسان خطيئته على ضوء رحمة الله، فيكمل طريقه في النور وإلى النور.أمَا الذين يدّعون معرفة الشريعة وما في الكتب المقدّسة، فالدّينونة لهم إن رفضوا الايمان بما تبشّر به هذه الكتب.ليست الخطيئة إذًا تفسيرًا لوضع الاعمى منذ مولده، ولكن الخطيئة الحقيقيّة هي رفض النور، وفي هذه الخطيئة سَجَنَ الفريسيّون أنفسهم.

~تأمل في النص~

المشهد يحمل موقفين متناقضين أمام يسوع:من جهة يبدو الذي كان أعمى عاجزًا عن الرؤية الجسديّة وهو الآن يرى ويؤمن، ومن جهة أخرى يظهر حكماء الشريعة والفهماء بمظهر العميان الفعلييّن.بفضل دراستهم المتشدّدة لتعاليم الناموس وما يعتقدونه استنارةً في الدّين، اعتبروا أنفسهم يملكون حقّ الحكم والدينونة والقرارات السليمة.وبهذا يكون عماهم ثابتًا على الصعيد الروحي.وعندما يعلن يسوع أنّه أتى ليُعمى الذين يبصرون، يقصد بذلك أنّ مجيئه يكشف حقيقة القلوب والارادات، ويبقى دعوةً للتوبة وتغيير النظر وتقويم الحياة.

~الفكرة الرئيسة~

التكبّر الروحي يمنع الانسان من رؤية خطيئته،وبالتالي يعيق نموّه الروحي.أمّا التواضع فهو السير في الحق وقبول أنوار الروح.

~صلاة~

أنت يا رب نور العميان وقوّة الضعفاء، أنر عقلي لأعرفك، وقلبي لأحبّك، وإرادتي لأعمل مشيئتك.

~قرار اليوم~