مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

لا يمكننا سوى أن ننذهل من مضمون الرؤيا التي خاف صموئيل أن يكشفها لعالي، إذ نجد فيها الوعيد الذي سينفّذه الله في بيت عالي بعد أن سبق وأنذره ليُردع إبنيه ولكنّه لم يفعل. قد يصعقنا ما سيقوم به الربّ، ولكن علينا أن نتنبّه إلى أنّه سبق وأنذر بما سيقوم به، إذًا، ليس الربّ ذاك الاعتباطي المتعسّف، بل المربّي الذي يعطي الفرصة للتوبة. بعد دعوة الربّ وظهوره، تأتي ردّة فعل صموئيل الصبيّ وعالي الكاهن. ففي حين كان الخوف يتملّك الأوّل من العقاب الذي سيحلّ في بيت عالي، نرى أنّ الثاني يستسلم لإرادة الربّ دون أيّ إعتراض. لقد تأكّد عالي من مصداقيّة الرؤيا من خلال مضمونـها، إذ لا يمكن أن يكون كلام صموئيل سوى صدىً لما ورد سابقًا على لسان أحد رجال الله إلى عالي
(1صم 2: 27 – 36).

~ تأمل في النص ~

نتوقّف عند دعوة عالي إلى صموئيل وتسميته له بابنه. لا يخفى علينا مدى التحبّب الذي تتضمّنه هذه الكلمة. فالكاهن عالي الذي لطالما كان يعاني من فساد ولديه اللّذين حادا عن الطريق السويّ، وجد في صموئيل الابن الذي ترتاح فيه نفسه. وبالفعل، فبعد أن أطلعه صموئيل على كلام الربّ له، لم يغيّر طريقة تعامله معه.

~ الفكرة الرئيسة ~

كان عالي قد دأب على العيش في حمى بيت الله في شيلوه، وكان يُعطي البركة للمصلّين والحجّاج، ولكنّه لم يضع يده على الجرح إذ لم يردع إبنيه الضّالَين عن المضيّ في ممارسة الإثم، بعد أن إستغلاّ مكانتهما على حساب إشباع شهواتهما وميولهما. لقد تغاضى عن مواجهتهما، ممّا سيورّط العائلة كلّها في الكارثة.

~ صلاة ~

أنت تعلم يا ربّ أنّه ما من أحد على وجه الأرض بلا خطيئة، أعطِنا أن نجرؤ على طلب الغفران منك، لنختبر فيك الأب المحبّ الذي لا يريد موت الخاطئ بل خلاصه.

~ قرار اليوم ~