مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

بعد أن كان صموئيل قد حَكَمَ على بين إسرائيل كلّ حياته، وقضى لهم في عدّة أماكن، ها هو يصل إلى سنّ الشيخوخة. ولذلك، أقام إبنَيه قاضيَين لإسرائيل ليتابعا مهامّه. ولكنّنا نستشفّ من الآيات الثلاث الأولى أنّـهما سعيا وراء المكاسب وقبلا الرشوة.

أمّا ما تبقّى من النصّ فيدور حول مطالبة الشيوخ بملك. لقد اجتمعوا في الرّامة، مسقط رأس صموئيل (١صم 1: 1)، ومكان إقامته منذ أن تولّى القضاء (١صم 7: 17). نحن هنا على مفترق طريق خطير للغاية، فالشيوخ الذين يمثّلون الشعب يطالبون بتغيير النظام، حيث كان الربّ هو القائد الحقيقيّ للشعب، وكان صموئيل هو المتكلّم بلسانه والمنفّذ لأوامره. أمّا وجود الملك فيعني أنّـهم يفضّلون الإتّكال على الحلول البشريّة عوض الحلول الإلهيّة.

~ تأمل في النص ~

لقد شكّلت عدم أهليّة إبنَي صموئيل إلى القضاء السبب الرئيسيّ لمطالبة الشيوخ بملك يقضي بينهم. ولكنّ صموئيل، الذي يدرك تمامًا تبعات الملكيّة، إستاء لطلبهم، ثمّ تيقّن، بعد صلاته، أنّ موقفه يطابق كلام الربّ الذي أبان له رفض شعبه له، كما سبق وفعل ذلك مرارًا منذ أن أخرجهم من أرض مصر.

~ الفكرة الرئيسة ~

للوهلة الأولى تشكّل اللّمحة السلبيّة عن إبنَي صموئيل السبب المباشر لمطالبة الشيوخ بملك، ولكنّ ما هو أخطر من ذلك هو كون الشيوخ يودّون أن يكون لهم ملكًا “كما هي الحال في جميع الأمم”، وكأنّهم يرفضون مُلكَ الربّ عليهم.

~ صلاة ~

يا ربّ، أعطني أن أذكر دومًا كم أغدقت عليّ من عطايا، ولا تجعل مغريات العالم تستهويني لتأخذ مكانك في قلبي. إملك أنتَ على قلبي، لأنّك لا تريد لي سوى الخير والسعادة.

~ قرار اليوم ~