مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

يُفتتَح النصّ بمشهد صموئيل الصبيّ الذي كان يخدم الربّ. لقد سبق ووردت هذه الفكرة في 1صم 2: 11 ومن ثمّ في 2: 18، ربّما يودّ الكاتب أن يسلّط الأضواء على مدى أمانته ومثابرثه وجدّيّته، بالمقارنة مع ابنَي عالي الفاسدَين اللّذين إستغلّا مراكزهما لابتزاز الناس. وهذا ما يمكننا أن نفهمه من مبادلة الربّ لصموئيل، إذ سيكون بدوره معه (3: 19).

ثمّ نعلم أن “كانت كلمة الربّ نادرة والرؤى قليلة في ذلك الزمان”، ولكنّ الربّ سيعود يتراءى في شيلوه، ممّا يجعلنا نفهم أنّ صمته هو تعبير عن استيائه من ابنَي عالي، في حين أنّ التغيير في موقفه ما هو سوى علامة رضاه على صموئيل.

ندخل في الآية 3 إلى بيت الله حيث يرقد صموئيل. في الآيات 2 – 9 نرى الربّ يدعو صموئيل على ثلاث دفعات متتالية. أمّا في الآيات 10 – 14، فنعاين الرؤيا الإلهيّة التي أتت اليه .

~ تأمل في النص ~

إزاء ضعف نظر عالي الذي ابتدأت عيناه تكلّان، ها الصبيّ صموئيل ينام في النور حيث يضاء مصباح بيت الله. نجد هنا بارقة خير، إذ رغم الظلام الذي يسيطر على بيت عالي، ستخترق أشعّة النور الليل وتُضيء الواقع الكالح الذي يعيشه ابنا عالي. وهكذا، فإنّ دعوة الربّ لصموئيل هي بمثابة سراج يشهد للحقّ وينير ظلمة الأشرار الذين يتمادَون في غيّهم.

~ الفكرة الرئيسة ~

يرد الفعل “دعا” 10 مرّات في الآيات 4 – 9، ويعود فيها الفاعل إلى الربّ 3 مرّات. وبما أنّ العدد 3 يشير إلى الخلاص بعد الضيق، هكذا فإن دعوة الله لصموئيل هي بمثابة عمليّة إنقاذ من الغرق في الجشع والفساد.

~ صلاة ~

“تكلّم يا ربّ، فإنّ عبدك يسمع”، فيا ربّ لا تدع ضوضاء العالم تُطغي على صوتك فيّ، بل هبني أن أميّزه وأصغي إليه وأتصرّف طبقًا لكلمتك.

~ قرار اليوم ~