مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

بعد الاتفاق بين الشركاء على موعد جديد، استقبل بولس عددًا أكبر من يهود روما. وطبقًا لقاعدته الثابتة، في روما كما سابقًا في كلّ مكان، أراد إذًا إعطاء الأولويّة لتبشير اليهود بالإنجيل. هذه الرسالة تسبّب انقسامًا بين الذين يقلبونها وبين الذين يقبلونها، ولكن يجب الملاحظة جيّدًا أنّه، في روما كما في أيّ مكان آخر، اقتنع عددٌ لا بأس به من اليهود. إنّ الكلمة الأخيرة بأسلوب مباشر منسوب إلى بولس في هذا الكتاب هو تأكيدٌ مقتضب ومُستفِزٌّ تجاه اليهود: فلَيَكُنْ مَعلومًا عِندَكُم أنَّ اللهَ أرسَلَ خلاصَهُ هذا إلى غيرِ اليَهودِ مِنَ الشُّعوبِ وهُم سيَستَمِعونَ إلَيهِ. قد يشهد بولس وبشكل احتفاليّ أنّ الخلاص لن يُعلن من الآن فصاعدًا إلاّ للوثنيّين وحدهم، المتلقّين الحقيقيّين لهذه الرسالة، والذين يبدون مستعدّين لتقبّله، وسيتمّ اتّخاذ إجراءات من تصلّب اليهود الذي لا علاج منه. إنّ الانتقال هكذا من استنتاج مؤلم بحصول شرخ، إلى حكم نهائيّ بالرفض لا يبدو على الإطلاق متّفقًا مع لاهوت لوقا، ولا مع لاهوت بولس في الرسالة إلى الرومانيّين؛ هناك إمكانيّة لقراءة “منفتحة” أكثر. يجب التذكّر أنّ الأحكام النبويّة الأكثر قسوةً في الكتاب المقدّس ينبغي أن تُفهَم بشكلٍ عامّ كـدعوة أخيرة إلى اهتداء شعب الله.

~ تأمل في النص ~

بالرغم من القسوة التي يضعها الكاتب على لسان بولس، نرى في شخصية الرسول قسوة الأب الذي يرغب في خلاص أولاده. وهذه الأبوّة هي من ثمار الروح القدس الذي يسكبها في قلب الرسول. فالله يريد خلاص الجميع والخلاص ليس محصورًا بفئة أو جماعة، حتى الذي يرفض الخلاص يحاول الله بشتّى الطرق إقناعه للعودة إلى أحضانه.

~ الفكرة الرئيسة ~

قسوة الأب الذي يرغب في خلاص أولاده.

~ صلاة ~

أثق بأبوتك يا ربّ، أعلم أنك تحبني!

~ قرار اليوم ~