مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

يبدأ النصّ في إحتفال دينيّ، بحيث طلب صموئيل من بني إسرائيل أن يجتمعوا في المصفاة ليصلّي لأجلهم إلى الربّ. ومن بعدها قاموا بغرف الماء وصبّه أمام الربّ، فأعربوا بـهذه الرتبة عن توبتهم عن الخطيئة. وفي مرحلة ثالثة، صاموا في ذلك اليوم واعترفوا بخطيئتهم إلى الربّ.

نحن بصدد رتبة توبة مكوّنة من العناصر التالية: الصلاة، سكب الماء، الصوم والإعتراف بالخطيئة. ولكن سرعان ما ينقلنا النصّ من جوّ الصلاة إلى تعيين صموئيل قاضيًا على بني إسرائيل. علمًا أنّ القاضي في المفهوم الكتابيّ لا يطابق ما يقوم به القاضي في أيّامنا من إصدار حكم في الدعاوى، بل هو كناية عن قائد يُصدر القرارات المتعلّقة بمصير الشعب أو القبيلة التي يرأسها. ويتحوّل التجمّع من إحتفال بالصلاة والتوبة إلى حشد عسكريّ، يقابله حشد ملوك الفلسطيّين الذين صعدوا لمواجهتهم. فما كان من بني إسرائيل الذين تملّكهم الخوف إلاّ أن استنجدوا بصموئيل وطلبوا منه أن يدعو الربّ لأجلهم ليخلّصهم من أعدائهم. عندها قدّم صموئيل حملاً لأجلهم، فقبل الربّ دعاءه، وتدخّل بدوره بصوت عظيم فأرعب الأعداء وهُزموا.

~ تأمل في النص ~

بالرغم من أنّ النصّ يقول لنا صراحة أنّه في المصفاة صار صموئيل قاضيًا على بني إسرائيل، ولكنّه حظي هنا بمكانة أهمّ، إذ بدا شفيعًا لهم أمام الله، وما إستجابة الربّ له سوى علامة رضى على أمانته في تكريسه له.

~ الفكرة الرئيسة ~

يتداخل في هذا النصّ، الإحتفال الديني بالحشد العسكريّ. ولكنّ هجوم الفلسطيّين، الذي باغت المجتمعين للصلاة، قد باء بالفشل، لأنّه جوبِهَ بالصلاة. فليس عبثًا أن تشكّل الصلاة، وبنوع خاص الرتبة التكفيريّة، الجبهة المضادّة لشنّ الهجوم، والتي انتهت بأن أخضعته وقضت عليه.

~ صلاة ~

يا ربّ، ما أكثر الهجومات المباغتة في حياتنا، فأعطنا أن نتسلّح دائمًا بالصلاة فلا تنل أيّة قوة من عزيمتنا، وكما قبلت دعاء صموئيل من أجل الشعب، إجعلنا نعي كم هي مقبولة لديك شفاعة أتقيائك.

~ قرار اليوم ~