مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

يبدو القسم الأوّل من الآية 19 وكأنّه لازمة تتعلّق بنموّ صموئيل؛ وبالفعل فقد وردت في 2: 21، ثمّ في 2: 26 من السفر نفسه.

أمّا الآية 20 فهي بمثابة تحقيق لما ورد في ١صم 2: 35 بأنّ الربّ سيقيم له كاهنًا أمينًا يعمل حسب ما في قلبه ونفسه، ويبني له بيتًا لا تنقطع ذرّيّته. هذا هو الكاهن صموئيل الذي سيحلّ مكان إبنَي عالي.

علاوة على الخدمة الكهنوتيّة التي كان يقوم بـها صموئيل، نعاين هنا تغييرَين، فها هو يصبح نبيًا، ثمّ عوض إرتباطه فقط ببيت الربّ في شيلوه، ها إنّ نطاق رسالته يتّسع ليشمل المناطق الممتدّة من دان إلى بئر سبع، أيّ جميع المناطق حيث يعيش بنو إسرائيل.

ولكنّ التغييرات لا تطرأ فقط على دور صموئيل وعلى إتّساع رقعة المساحة التي سيمارس فيها دعوته الكهنوتيّة، بل سيطال التغيير أيضًا ما سيشهده معبد شيلوه الذي كان مكانًا لاستمطار البركات، ها هو يصبح موقع الترائيات لأنّ الربّ سيتجلّى فيه مرارًا لصموئيل.

~ تأمل في النص ~

سيحظى بيت الربّ في شيلوه بمكانة مهمّة، إذ هنا بالتحديد سيبدأ الربّ مسيرته النبويّة مع صموئيل.

من هذا المكان بالتحديد ستكون إنطلاقة الحركة النبويّة كمؤسَّسة متزامنة مع النظام الملكيّ.

~ الفكرة الرئيسة ~

ليس صدفة أن يبدأ النصّ بعبارة “وكبر صموئيل”، بل المقصود به أن يغيّر القارئ نظرته إلى صموئيل الذي كان حتّى ما قبل الآية 3: 18 “الصبيّ”. من الآن فصاعدًا، سيصبح إنسانًا راشدًا ومدركًا للمسؤوليّة الملقاة على عاتقه.

~ صلاة ~

أعطِ يا ربّ كلَّ مَن أوكلتَ إليه مسؤوليّةً من لدنك، أن يكون أمينًا عليها، فلا يستغلّ منصبه ليملأ فراغ قلبه، بل اجعله كعالي الشيخ الذي رضيَ بتدبيرك بتواضعٍ، فتنحّى بطواعيّة أمام صموئيل الصبيّ الناشئ الذي، حتى ذاك الوقت، كانت تنقصه الخبرة اللّازمة للقيادة.

~ قرار اليوم ~