مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

إرسال يسوع للتلاميذ(يوحنّا20: 20-21)

~النص البيبلي~

20وأراهُم يسوع يَدَيهِ وجَنبَهُ، ففَرِحَ التلاميذُ عِندَما شاهَدوا الرَّبَّ.21فقالَ لهُم يَسوعُ ثانيَةً: “سلامٌ علَيكُم كما أرسَلَني الآبُ أُرسِلُكُم أنا”.

~شرح النص~

إنّ الجسد الممجَّد للقائم من الموت، وإن دخل عبر جدران المكان، إلاّ أنّه يحمل علامات الآلام.لقد أراهم جميع جراحاته، حتى جنبه الذي طُعن بالحربة.سلام يسوع، ورؤية التلاميذ له، جعلهم يفرحون.لا مكان للحزن بالرغم من آثار العذابات.كلّ شيء صار جديدًا وقد تبدّل القديم.من أهمّ أسباب فرح التلاميذ أنّ الربّ يسوع أكمل رسالته بالتمام، كما سبق له أن أعلنها، من خلال تمجيده في آلامه، موته وقيامته.لكنّ فرح اللقاء به مجددًّا لم يطل، بل تحوّل إلى علاقة جديدة تمامًا كما جرى مع المجدليّة(يوحنّا20: 17).

للمرّة الثانية يلقي الربُّ سلامه على التلاميذ.هذا السلام هو العطيّة المسيحانيّة الكاملة في الأزمنة الاسكاتولوجيّة التي افتُتِحَت بمجيء المسيح.في إنجيل يوحنّا اتّخذت كلمة“سلام”معنى فصحيًّا، لأنّها ترد في التحيّات الثلاث من قبل المسيح القائم للتلاميذ(يوحنّا20: 19،21،26)؛ هذه التحيّة أصبحت وسيلة التعرّف إليه، وتحمل في طيّاتها كافّة باقي النعم والبركات الروحيّة والماديّة.

لم يدم طويلاً فرح اللقاء بعد الفراق، فقد حان وقت إرسال التلاميذ للعمل في حقل الربّ.وميزة الإرسال هي“كما”أرسل الآب يسوع إلى العالم؛ هناك توازٍ بين إرسال الابن وإرسال التلاميذ.الحركة نفسها تتكرّر أو بالأحرى تُستَكمَل.لقد أرسل الآب الابن ليقوم برسالة على الأرض؛ والآن، ها هو الإبن يُرسِل تلاميذه في كلّ مكان، كما سبق له أن صلّى إلى الآب: “كما أرسلتَني إلى العالم، فكذلك أنا أرسَلتُهم إلى العالم” (يوحنّا17: 18).إنّ التعلّق بيسوع وبالآب لَـمُهِمٌّ جدًّا:كلّ ما سيفعله التلاميذ لن يكون بمبادرتهم الذاتيّة أو فكرهم الشخصيّ، إنّما بكونهم مُرسَلين من المسيح وكوكلاء عنه في العمل.إنّ الآب هو مصدر الخلاص؛ المسيح قد حقّقه؛ والتلاميذ يُكملون انتشاره في العالم.

~تأمل في النص~

إنّ المقصود من إظهار المسيح يديه وجنبه هو التشديد على الصلة القائمة بين يسوع الذي تألّم وذاك الذي معهم إلى الأبد.لقد كان ترائي يسوع للتلاميذ مؤثّرًا وفعّالاً جدًّا بهم:لقد جعلهم يتحوّلون من الخوف والانغلاق إلى الفرح والمسؤوليّة.وتبع هذا الظهور المحرّر تعليمًا في الإرسال حسب إرادة الآب.إنّ رسالة التلاميذ تنشأ عن حدث الفصح، لكنّ الإنجيليّ يؤصّلها في مجمل رسالة يسوع.

~الفكرة الرئيسة~

الإختبار الروحيّ للمسيح القائم يعطي المؤمنَ اليوم الفرح نفسه الذي عاشه الرسل مع يسوع،والرسالة نفسها في نشر اختبار الخلاص هذا في العالم.

~صلاة~

أنتَ حوّلتَ، يا رب، حزني إلى فرح، لمّا لمستَ قلبي برحمتك؛ لذلك أشدو لك مدى الدهور، وأبشّر باسمك أخوتي، قائلاً لك في كلّ حين: “ها أنا لك، فأرسلْني”.آمين.

~قرار اليوم~