مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

ترائي يسوع للتلاميذ بعد ثمانية أيّام(يوحنّا20: 26)

~النص البيبلي~

26وبَعدَ ثمانيةِ أيّامٍ ا‏جتَمَعَ التلاميذُ في البَيتِ مرَّةً أُخرى، وتوما مَعهُم، فجاءَ يَسوعُ والأبوابُ مُقفَلةٌ، ووقَفَ بَينَهُم وقالَ: “سلامٌ علَيكُم”.

~شرح النص~

للرقم8معانٍ كثيرة.لقد جعل منه الفلاسفة اليونان رمزًا للصداقة والحبّ، والمصريّون رمزًا للتوازن والنظام الكونيّ، والديانات الشرقيّة رمزًا لمراحل التطهير الثمانية في معتقدها.في العهد القديم، الرقم8هو عدد كلمات الله الخالقة في6أيام، وهو عودة عن بدء للأسبوع المؤلّف من7أيام؛ إنّه إعادة خلق من جديد، لذلك رتبة الختان وإعطاء الإسم تُقام في اليوم الثامن للولادة، والذين عاشوا بعد الطوفان في سفينة نوح كانوا8أشخاص.

في المسيحيّة، هو رمزٌ للحياة الجديدة، وللقيامة الأخيرة، وللقيامة الـمُسبقة التي هي العماد أي رتبة ولادة المؤمنين الجديدة.لقد أعطى القديس أمبروسيوس للرقم8رمزًا للعهد الجديد(و7للعهد القديم).قال القديس جيروم إنّه بعد7أيام من الخلق، يأتي عمل“المسيح”في اليوم الثامن، وقد كان التقليد اليهوديّ جعل في الهيكل8أبواب تاركًا للمسيح، عندما يأتي، فتْح الباب الثامن.

في سفر الرؤيا، يتحدّث يوحنّا عن يوم الربّ، وهو يوم الأحد، الذي حظي فيه برؤياه(رؤيا يوحنّا1: 10).يذكّر يوم الأحد بانتصار الربّ في يوم القيامة الكبير؛ وبما أنّه من جهة أخرى يوم الاحتفال بالافخارستيّا، فهو يُنبئ أيضًا بعودة الرب، بمجيئه الثاني.وقد أكمل التقليد المقدّس هذا التفسير بتسمية يوم الأحد“اليوم الثامن”تذكيرًا بأنّه في يوم الفصح هذا، الذي يُعتبَر مقدّمة للمجيء الثاني، قد بلغت خليقة اليوم الأول ملء كمالها.وقد وضع التقليد الكنسيّ للعذراء مريم عيدَين في اليوم8من الشهر:ميلادها(أيلول/سبتمبر)، والحبل بها بلا دنس(كانون الأول/ديسمبر)، لأنّها المثال الأسمى للخليقة الجديدة التي أرادها الله، إنّها حواء الجديدة.

في اليوم الثامن ظهر يسوع من جديد على الرسل.إنّ كلمات هذه الآية(20: 26)هي تكرار للآية(20: 19)مع الفارق الوحيد:وجود توما.لقد شهد توما على إحياء لعازر(11: 16)، هل كان بإمكان هذا الأخير الدخول إلى مكان أبوابه مقفلة؟ بالطبع لا!هذا دليل على أنّ قيامة الربّ ليست إحياءً لجسدٍ تُرابيّ كما جرى مع لعازر.

~تأمل في النص~

في اليوم الثامن ظهر الربّ من جديد على الرسل بحضور توما.إنّه بداية خلقٍ جديد في الأحد الجديد، حيث يتجدّد الإيمان، وبالتالي، تتجدّد البركات الروحيّة من خلال السلام الذي يلقيه القائم على الرسل.لقد عانوا الشدّة والضيق، وسيعانون أيضًا منها في حياتهم(16: 33)، لكن عليهم أن يتقوّوا بهذا السلام، الذي يمنحهم المسيح إيّاه للمرّة الأخيرة في هذا الإنجيل، لأن سلامه يدوم وهو مختلف عن سلام العالم(14: 27)، كما أنبأهم في ليلة العشاء الأخير معهم.

~الفكرة الرئيسة~

يتراءى يسوع لتلاميذه للمرّة الثانية في حضور توما في اليوم الثامن:إنه يوم تجديد الإيمان!

~صلاة~

اخلقني من جديد يا رب، فيتجدّد إيماني، ويتجدّد سلامُك في قلبي، لك المجد.آمين.

~قرار اليوم~