مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

إعطاء الروح القدس للتلاميذ(يوحنّا20: 22-23)

~النص البيبلي~

22قالَ هذا ونَفَخَ في وجوهِهِم وقالَ لهُم: “خُذوا الرُّوحَ القُدُسَ.23مَنْ غَفَرْتُم لَه خطاياهُ تُغفَرُ لَه، ومَنْ مَنَعْتُم عَنهُ الغُفرانَ يُمنَعُ عَنهُ”.

~شرح النص~

نشهد توازيًا واضحًا بين رواية القيامة في إنجيل يوحنّا وقصة الخلق في سفر التكوين.لقد أخذ يسوع المبادرة بالترائي للتلاميذ وها هو ينفخ في وجوههم مانحًا الروح القدس كما جرى عند الخلق إذ“نفخ الرب الإله في أنف الإنسان نسمة حياة فصار نفسًا حيّة” (تكوين2: 7).لقد تحدّث المعمدان عن هذا الأمر قائلاً: “هو يعمّدكم بالروح القدس” (يوحنّا1: 33)؛ إنّه خلقٌ جديد للتلاميذ.ليسوا بمتروكين ليحقّقوا رسالتهم بمفردهم، لقد جُعلوا“أحياءً جُدُدًا”من خلال هذا الروح الخالق والمجدِّد، مبدأ القداسة والحياة الإلهيّة.

في الإنجيليّ الرابع، استحقّ لنا يسوع الروح القدس بموته(19: 30)وقيامته(20: 22)؛ وقد جمع يوحنّا في يوم واحد، يوم القيامة نفسه، أحداثًا موزَّعةً عند لوقا على خمسين يومًا، وهي القيامة(لوقا24: 1؛ يوحنّا20: 1)، والصعود(يوحنّا20: 19؛ أعمال الرسل1: 9)، والعنصرة(يوحنّا20: 22؛ أعمال الرسل2: 1).

في الليتورجيا اليهوديّة، كان عيد العنصرة متعلّقًا بإعطاء الشريعة في سيناء.ومن المعروف أنّ الله وحده يستطيع أن يغفر الخطايا والتعدّيات على الشريعة؛ لذلك يهب يسوع“الله– الروح القدس”للتلاميذ ليُكملوا رسالته الخلاصيّة التي بدأها كحمل لله“رافع خطايا العالم” (يوحنّا1: 29).تقتضي رسالة التلاميذ بالكرازة بالمسيح القائم، وفي الوقت نفسه، مَن يؤمن بيسوع يُعلَن له غفران الخطايا.فالكرازة الرسوليّة وغفران الخطايا هما شكلان مختلفان لعطيّة الروح القدس، لكنّ هدفهما واحد وهو بناء الجماعة الكنسيّة.يعتمد التلاميذ، في رسالتهم التبشيريّة إلى جميع الشعوب، على سلطان يسوع الذي أرسلهم، ومعونة الروح القدس الذي يرافقهم.

~تأمل في النص~

لا يرتبط سلطان الحلّ من الخطايا بكفاءة تنظيميّة مؤسساتيّة بقدر ما هو ارتباطٌ بيسوع غافر الخطايا.إنّ الرسل، من خلال تبشيرهم جميع الناس بالمسيح الحيّ، يحملون كلمة غفران وتحرير.فقط مَن يرفض الإصغاء إلى هذه الكلمة يُمنع عنه الغفران.لقد أعطى يسوع سلطان الحلّ والربط إلى التلاميذ وإلى خلافائهم من بعدهم:من واجبهم التبشير بغفران الخطايا استكمالاً للخلق الجديد، تمامًا كرؤية النبي حزقيال لإحياء العظام اليابسة بعد هبوب الروح عليها(حزقيال37: 9).

~الفكرة الرئيسة~

لقد حرّك يسوع عند التلاميذ الإيمان في القيامة من خلال فيض الروح القدس عليهم،وأرسلهم يُكملون عمل“حمل الله”في رفع خطايا العالم.

~صلاة~

أتوسّل إليك يا يسوع، بحقّ قيامتك المجيدة، أنفخ فيّ روحَك القدوس، فأختبرَ خلاصَك وأبشّر به مَن لا يجرؤ بعد على قفزة الإيمان، وترك خطاياه، والاستسلام لحبّك.آمين.

~قرار اليوم~