مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

غياب توما عن الظهور الأوّل(يوحنّا20: 24-25)
~النص البيبلي~
24وكانَ توما، أحدُ التلاميذِ الاثني عشَرَ المُلقَّبُ بالتَّوأمِ، غائِبًا عِندَما جاءَ يَسوعُ.25فقالَ لَه التلاميذُ: “رأينا الرَّبَّ”، فأجابَهُم: “لا أُصَدِّقُ إلاَّ إذا رَأيتُ أثَرَ المَساميرِ في يَدَيهِ، ووَضَعْتُ إصبَعي في مكانِ المساميرِ ويَدي في جَنبِهِ”.
~شرح النص~
وجْهُ توما الذي يُلقي عليه الضوء الإنجيلي الرابع هو مدرسةٌ للإيمان.عُرف توما في الإنجيل بتفكيره الدقيق وبطبعه الكريم والعمليّ، فقد سأل يومًا يسوع“لا نَعرِفُ إلى أينَ أنتَ ذاهِبّ، فكيفَ نَعرِفُ الطَّريقَ؟” (14: 5)، وقد شهد على قيامة لعازر وكان قد صرّح قبلها“تعالَوا نَذهَبُ نَحنُ أيضًا ونَموتُ معَهُ” (11: 16).وليست رغبته بالتأكّد من قيامة يسوع(20: 25)إلاّ استكمالاً لمنطقه العلميّ إثْرَ المعلومات الجديدة حولها:تختلف قيامة يسوع عن قيامة لعازر إذ أنّ الأخيرة كانت إحياءً لجسد مائت، أمّا قيامة يسوع فهي تحوّلٌ جذريّ في طبيعة جسده؛ لعازر عاد ومات أمّا يسوع فيحيا إلى الأبد.إضافةً إلى هذه المشهديّة(20: 24–29)المركّزة على توما، سنراه حاضرًا في نهاية الإنجيل مع التلاميذ السبعة في آية الصيد العجائبيّ(21: 2).
تُكرِّر شهادةُ الرسل لتوما من خلال عبارة“رأينا الرب”شهادةَ المجدليّة للرسل“رأيتُ الرب” (20: 18).فالشهادة الفصحيّة ترتكز مرّة أخرى على رؤية الرب.لكنّ توما لم يصدّقهم، مصرًّا على وضع إصبعه مكان المسامير، مشيرًا بذلك إلى الوضوح المطلوب حول شخصيّة القائم الذي هو نفسه الذي تألّم ومات:ليس يسوعًا آخر بل هو نفسه.يريد توما من خلال طلبه هذا الوصول إلى خبرة شخصيّة مع القائم، يريد الوصول شخصيًّا إلى الإيمان.لكنّه كان غائبًا!ماذا خسر توما بغيابه، الذي لا نعرف شيئًا عن سببه؟ لقد خسر توما رؤية المسيح القائم، وخسر معها حلول الروح القدس والإرسال وسلطان الغفران من الخطايا(20: 21–23).نعتقد أنّ الموجودين داخل المكان الذي ظهر به يسوع كانوا عشرة تلاميذ لأنّ توما غائب، ويهوذا لا بدّ أنّه ابتعد عن الآخرين بعد أن أسلم يسوع في البستان(18: 5).ولكنّ السؤال:هل خسر فعلاً توما كلّ تلك العطايا؟ كلا!في إنجيل يوحنّا، ليست الخبرة الفصحيّة امتيازًا حصريًّا للشهود الأوائل، إنّما هي خبرةٌ مُنحت لكلّ مَن يؤمن بالمسيح ويحفظ وصاياه، حسب ما جاء في14: 21–23 “مَن قَبِلَ وصاياي…أحَبَّهُ أبي…أُظهر له ذاتي…نَجِـيءُ إلَيهِ ونُقيمُ عِندَهُ”.
~تأمل في النص~
حسب إنجيل يوحنّا، إنّ الإيمان بالمسيح، من دون الخبرة المباشرة، ليس انتقاصًا في الأهميّة، بل ميزةً حسنة وصالحة، وهذا ما سيكتشفه توما لاحقًا(يوحنّا20: 29).إن وُجِد اللقاء المباشر“الماديّ”مع المسيح فهذه نعمة كبيرة، ولكنّ الكثيرين لن يحصلوا على هذا الامتياز وسيخلصوا بمجرّد أنّهم آمنوا بالمسيح وحفظوا وصاياه.
~الفكرة الرئيسة~
غاب توما عن التلاميذ أثناء الظهور الأوّل.لاحقًا،سيُفهِمه يسوعُ أنّ هذا الغياب لم يكن عائقًا للحصول على كافّة النّعَم الروحيّة:شرط الإيمان!
~صلاة~
اجعلني يا رب أشعر بحضورك رغم غيابي عنك؛ فأنت حاضرٌ دائمًا:اغمرني بمحبّتك.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

The Creator’s Authority: 5 Steps to a Fearless Creative Life

EquipHer Vol. 24: "Who’s Economy Are You Working For?"

Parties - Empowered to Go!

The Discipline of Service and Stewardship

HZY | BRP Week 2 - Who Is God?

The Gospel of John

Kingdom Parenting

What the Bible Says About Your Credit Score

What God Is Like
