مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

ترائي يسوع للتلاميذ(يوحنّا20: 19)

~النص البيبلي~

19وفي مَساءِ ذلِكَ الأحدِ، كانَ التلاميذُ مُجتمِعينَ والأبوابُ مُقفَلةٌ خَوفًا مِنَ اليَهودِ.فجاءَ يَسوعُ ووقَفَ بَينَهُم وقالَ: “سلامٌ علَيكُم”.

~شرح النص~

يختلف سيناريو هذا الترائي للتلاميذ عن ذلك الذي جرى مع المجدليّة.لقد ظهر يسوع لمريم في مكان عامّ، في البستان، بطريقة طبيعيّة أمام القبر.أمّا الآن، فالتلاميذ داخل غرفةٍ موصدة الأباب، وبطريقةٍ غير منتظرَة.يشير إذًا هذا الظهور أنّ الجسم قد تحوّل، فهو آتٍ من عالم الله.

يتشابه هذا الترائي مع الذي أخبره لوقا(لوقا24: 36–39)من خلال الأمور التالية:إنّه ظهورٌ في أورشليم، يوم أحد القيامة مساءً، نجد في الحدثين تشديدًا على واقع القيامة الجسديّة ليسوع، فرح التلاميذ، إرسال التلاميذ، إعطاء الروح القدس، وغفران الخطايا.لكنّ الاختلاف واضح بين الإنجيلَين في الوِجهة اللاهوتيّة.

إنّ الخوف من اليهود في إنجيل يوحنّا يدلّ على الشجار الواقع بين المجمع اليهوديّ والكنيسة الناشئة في نهاية القرن الأول، أثناء كتابة الإنجيل.لذلك يذكر ثلاث مرّات فصل الأشخاص الذين يؤمنون بيسوع من المجمع(يوحنّا9: 22؛12: 42؛16: 2).يُلاقي هذا الأمر ما جاء عند متّى من تضليل رؤساء اليهود ورشوة الجنود لإيعاز أنّ التلاميذ لصوص سرقوا الجثمان(متى28: 11–15).

لقد جاء يسوع كما وعد في العشاء الأخير: “لن أترككم يتامى، بل أرجع إليكم” (يوحنّا14: 18).إنّ هَدَفَ المسيح من ظهوره أن يتعرّفَ التلاميذُ إلى جسده الجديد المتحوّل كلّيًا بعد القيامة فيربطوا بين يسوع التاريخ ومسيح الإيمان.فيسوع الظاهر هو المسيح الصاعد الذي يتراءى منذ الآن متى شاء، وأينما شاء.حريّة تنقّل القائم هي عكس“سجن”التلاميذ لأنفسهم داخل الأبواب المقفلة؛ والسلام الذي بادر به يسوع ليس تحيّة مجاملة عاديّة إنّما هو العطيّة الأساسيّة للتلاميذ من قِبَل القائم من الموت، فيشرح صدرهم ويفرّج كربهم.

~تأمل في النص~

إنّ وقوف يسوع بين التلاميذ الخائفين يعبّر عن البُعد الكنسيّ للحدث، من خلال حضور العمّانوئيل وسط الجماعة.ليست المرّة الأولى التي فيها يبدّد يسوع خوف تلاميذه أثناء حضوره معهم(يوحنّا6: 20).يوم الأحد، تجتمع الكنيسة عادةً لكسر الخبز الإفخارستيّ في حضورٍ دائمٍ للمسيح في وسطها، وسيظلّ يجيء المسيح ويسكن بين أحبّائه طالما اجتمعوا لذكره(متى18: 20؛28: 20)، فقد وعد قائلاً: “إذا أحبّني أحدٌ حفظ كلامي، فأحبّه أبي ونأتي إليه فنجعل لنا عنده مقامًا” (يوحنّا14: 23).

~الفكرة الرئيسة~

يلتقي يسوع بإخوته التلاميذ الخائفين،فيبادرهم بالسلام الذي يُفرح القلب.

~صلاة~

مهما أُوصِدت الأبواب أمام وجهي، ساعدني، يا ربّ، لأرى حضورك الذي يعزّيني؛ فكلامُك يمنح السلام لقلبي.آمين.

~قرار اليوم~