مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

شهادة المجدليّة أمام الرسل(يوحنّا20: 18)
~النص البيبلي~
18فرَجَعَت مَريَمُ المجدليّة وأخبَرَتِ التلاميذَ بأنَّها رأتِ الرَّبَّ وأنَّهُ قالَ لها هذا الكلامَ.
~شرح النص~
لم تكن المجدليّة أوّل مَن التقاهم يسوع بعد قيامته وحسب، إنما هي أيضًا أول المبشّرين بالقيامة.إنّ شهادتها أمام التلاميذ“رأيتُ الرب”هي تعبيرٌ عن اختبارها الشخصي والعميق لسرّ القيامة.ومن الواضح أنّ هذا الاختبار لاقى وقعه الهامّ في الجماعة المسيحيّة، فقد دُعيت على مرّ التاريخ“رسولة الرسل”منذ هيبوليتوس الروماني(+235)، مرورًا بمار توما الأكويني(+1274).
لقد حفظ لنا الإنجيليّ الطابع الشخصيّ لاختبار المجدليّة من خلال عبارة“رأيتُ الرب”في صيغة المتكلّم المفرد في النص اليونانيّ الأصليّ.هناك تقليدان مسيحيّان عريقان للتعبير عن ظهورات الربّ:الأوّل يستعمل فعل“رأى”، والرائي هو المؤمن(يوحنّا20: 14و17؛ أعمال الرسل7: 56)، والثاني يستعمل فعل“تراءى”، والمترائي هو يسوع(لوقا24: 34؛ أعمال الرسل9: 17).في ما يخصّ المجدليّة(يوحنّا20: 14)، يعبّر الفعل“رأيتُ”عن رؤية عميقة بعين الإيمان الحقيقيّ.وسيستعمل التلاميذ الفعل نفسه، بعد ظهور الرب لهم، ليُشركوا توما بخبرتهم(يوحنّا20: 25).
لقد أخبرت المجدليّة الرسل بالكلام الذي قاله يسوع لها، فالطلب الأساسيّ الذي أراده منها شخصيًّا كان: “لا تُمسكيني”؛ هذه الدعوة ليست موجّهة فقط إلى مريم بل إلى جميع المؤمنين، كي يدخلوا في اختبار الإيمان الذي يفوق كلّ تملّك مادّي، وكلّ معرفة بشريّة للسرّ الإلهيّ.هذه الدعوة هي لكلّ تلميذٍ ليسوع:عليه ألاّ يبحث عن ضمانات بشريّة وألقاب اجتماعيّة، بل عليه أن يفتح، بالإيمان، عيون قلبه لملاقاة المسيح الحيّ والقائم.
تُختتم قصة مريم المجدليّة(20: 1–2و11–18)في إنجيل يوحنّا بشهادتها أمام الرسل.لكنّ الإنجيل لا يصف لنا كيف استُقبِلت ولا نعرف ردّة فعل التلاميذ حول كلامها.الأمر نفسه سيتكرّر بعد إعلان إيمان توما(20: 29)، كم من تفاصيل حُجبت عنّا!لقد أراد الإنجيليّ يوحنّا، من خلال هذا الصمت عن ردّة الفعل، إشراك قرّاء الإنجيل في الحدث، موحيًا أنّ الإيمان بالقائم هو نقطة وصول شخصيّة وفرديّة بالرغم من انخراطها داخل خبرة الجماعة الكنسيّة.
~تأمل في النص~
من خلال شهادة المجدليّة يمكننا أن نعود إلى خبرة حواء في بستان الجنّة.كم من اختلافٍ بين المرأتين!لقد نشرت حواء الموت من حيث كانت تفيض الحياة؛ ولقد بشّرت المجدليّة بالحياة من قبرٍ مُعَدٍّ للأموات التقت في بستانه ربّ القيامة والحياة.لقد حوّل يسوع مريم، بـِلَمْسَتِه الروحيّة لها، من امرأة باكية وحزينة، إلى امرأة فرحة ومبشِّرة.هذه هي خبرة القيامة التي تجعل من المسيحيّ“قياميًّا”منتصرًا دائمًا على كلّ أنواع الألم والموت التي تعترضه في مسيرة حياته.
~الفكرة الرئيسة~
من الظلمة إلى النور،عَبَرت المجدليّة بمراحل عدّة،قبل أن تصبح شاهدةً للمسيح.
~صلاة~
اجعلني يا رب أختبر قيامتك في حياتي، فأتحوّل من انسان حزين يَـعُدّ ضربات قساوة الحياة عليه إلى إنسان يغمر الصليب الممجَّد، ويعيش فرح التبشير بقيامتك.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

From Overwhelmed to Anchored: A 5-Day Reset for Spirit-Led Women in Business

HZY | BRP Week 3 - the Role of the Holy Spirit

Kingdom Virtues

God in 60 Seconds - Workplace

The Power of Words

From Choke Point to Calling: Finding Freedom With Jesus

Testimonies of Christian Professionals

Identity & Temptation

Jesus Never Said ‘Hustle’: Finding True Rest in a Burnout World
