مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

وصيّة يسوع للمجدليّة(يوحنّا20: 17)
~النص البيبلي~
17فقالَ لها يَسوعُ“لا تُمسِكيني، لأنِّي ما صَعِدتُ بَعدُ إلى الآبِ، بلِ اذهَبـي إلى إخوَتي وقولي لهُم أنا صاعِدٌ إلى أبـي وأبـيكُم، إلهي وإلهِكم”.
~شرح النص~
إنّ معرفة المجدليّة للربّ، بسبب صوته الذي ناداها باسمها، لا يحتّم معرفتها بحقيقة القيامة، لأنّ علاقتها به لا تزال ماديّة:أرادت ان تمسكه؛ فمانعها قائلاً – من خلال ترجمة حرفيّة عن الأصل اليونانيّ –: “لا تستمرّي بإمساكي”.لقد اعتقدت مريم أنّ يسوع عاد إلى حياته الأرضيّة الماضية، وبالتالي تستطيع أن تمدّد معاطاتها معه كالسابق، من خلال صداقتها المخلصة معه.لكنّ يسوع أفهمها أنّ علاقتها به اكتسبت بُعدًا أعمق:لقد ترَوْحَنَت، إذ دخل بعد القيامة في حالة المجد.
إنّ القيامة أوجدت تحوّلاً كاملاً للعلاقات بين الله، يسوع، والتلاميذ.لقد أوكل يسوع إلى مريم رسالة إعلان البشرى الفصحيّة من خلال أمرَين إنقلابيَّين:لأوّل مرّة في الإنجيل يُدعى التلاميذ بكلمة“أخوة”، وأيضًا، إنّ إله يسوع وأباه قد أصبح إله التلاميذ وأباهم.لقد أشركهم يسوع في علاقته مع الآب، علاقته الفريدة والمميّزة.عكس ما يعتقد بعضهم، إنّ عبارة“أبي وأبيكم”تقرّب المسافة بين يسوع والتلاميذ، بدل أن تُبعدها؛ تجعلهم من عائلته.إنّها إعلان عهد جديد كما في إعلان إيمان راعوث(راعوث1: 16).فالبشرى السارة للقيامة، هي بالدرجة الأولى، حسب إنجيل يوحنّا، أنّ الله أصبح للمؤمن إلهًا قريبًا، وقد جعل هذا الأخير إبنًا له بيسوع(يوحنّا1: 12).
في كلام يسوع إشارةٌ إلى الصعود.لقد انتهت رسالته على الأرض وهو يصعد إلى الآب.ما كاد يسوع يوجَد إلاّ أنّه في مغادرةٍ واضحة:لا يمكن الاستمرار بإمساكه!في الواقع، إنّ يسوع منذ ارتفاعه على الصليب أسلم الروح(يوحنّا19: 30)، وقد عاد إلى الآب منذ لحظة القيامة، هذه هي ساعة مجد يسوع:ارتفاعه على الصليب، قيامته، صعوده وإرساله الروح القدس، إنّه حدثٌ واحد، حدثُ تمجيد يسوع.لقد وضع لوقا الصعود في مساء اليوم الأول للقيامة(لوقا24: 51)، وكتاب أعمال الرسل بعد أربعين يومًا مُنهيًا بذلك ظهوراته(أعمال الرسل1: 9)؛ ليس هذا الفارق الزمني إلاّ اتّباعًا للّغة المكانيّة البشريّة التي تصف مجد يسوع الذي حلّ به منذ موته وقيامته.
~تأمل في النص~
لقد أرسل يسوع المجدليّة بمهمّة إلى تلاميذه ودعاهم“إخوتي” (آية17).هذا يدلّ على العلاقة الجديدة معهم، بواسطة عطيّة الروح القدس، الذي يحيي الكائن البشريّ، ويحوّله إبنًا لله وأخًا للمسيح.بالرغم من ذلك، إنّ يسوع يميّز، من خلال عبارة“أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم”بين بنوّته الإلهية(بالأونتولوجيا)التي تختلف بطبيعتها عن بنوّة التلاميذ(بالتبنّي)والتي هي ثمرة النعمة.ونحن المسيحيين، نصبح بفعل العماد، أبناءً للآب وأخوة ليسوع، نحمل هوّية انتمائنا إلى الرب، لا خارجيًا وحِبرًا على ورق، بل داخليًا نسمع صوته في الإنجيل ينادينا بإسمنا، ويدعونا دومًا لدفن الإنسان القديم ولإحياء إنسان النعمة.
~الفكرة الرئيسة~
ظهَرَ يسوعُ القائم والصاعد للمجدليّة،ودعاها والتلاميذ إلى علاقة جديدة معه ومع الآب.
~صلاة~
ساعدني يا رب أن أفهم، من خلال قيامتك، بنوّتي للآب، وأخوّتي مع البشر.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

From Overwhelmed to Anchored: A 5-Day Reset for Spirit-Led Women in Business

HZY | BRP Week 3 - the Role of the Holy Spirit

Kingdom Virtues

God in 60 Seconds - Workplace

The Power of Words

From Choke Point to Calling: Finding Freedom With Jesus

Testimonies of Christian Professionals

Identity & Temptation

Jesus Never Said ‘Hustle’: Finding True Rest in a Burnout World
