مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

من الآب إلى العالم ومنه إلى الآب(يوحنّا16: 28)
~النص البيبلي~
28نعم، خَرَجتُ مِنْ عِندِ الآبِ وجِئتُ إلى العالَمِ وأذهَبُ إلى الآبِ.
~شرح النص~
لا تعطي هذه الآية تعليمًا جديدًا إنّما تختصر في عظمتها جوهر طبيعة الابن وعمله وتمجيده؛ يتناغم القسم الأوّل منها مع الآية السابقة لها في تأكيد يسوع على أصوله السماويّة مع تعديل في تسمية المصدر الذي خرج منه، أي“الله”في آية27و”الآب”في الآية28.النتيجة واحدة في الآيتين حيث يشير يسوع طبعًا إلى أصله الإلهيّ وأزليّته ومساواته للآب في الجوهر، وقد كشف عن كينونته في حضن الآب قبل كلّ الدهور في أكثر من موضع وبشكل علنيّ؛ في الوقت نفسه، فإنّ خروجه قد تحقّق في نقطة محدّدة من الزمن دخل فيها عالمنا وتجسّد ولبس طبيعتنا البشريّة.وما عمليّة عودته إلى حضن الآب السماويّ سوى تأكيد على تبنّيه الكامل للمهمّة التي أُرسل من أجلها وتتميمه لها برضى كامل من الآب. “ما صعد أحدٌ إلى السماء إلاّ ابن الإنسان الذي نزل من السماء” (3: 13)؛ إنّ حركة ابن الإنسان هذه بين النزول والصعود هي تجسيد فعليّ للوصف الذي أعطاه النبيّ إشعيا لحركة الكلمة الإلهيّة، فهي كالمطر والثلج لا تنزل الأرض قبل أن تكون قد تمّمت عملها وأعطت ثمارها ونجحت فيما أرسلها الله لتحقيقه(إشعيا55).إنّ تبسيط يسوع لدعائم إيمان التلميذ الحقيقيّ لا يدع أيّ مجالٍ للشكّ، فالمؤمن الحقيقيّ هو الذي يتمسّك بهذا الاعتراف لينهل منه عيشه وقوته اليوميّ بين سائر الناس في العالم.
~تأمل في النص~
لم يترك المسيح هويّته سرّيّةً ولم يُلطّف الأمور ليلاقي استحسان اليهود ولم يعطِ تلاميذه أنصاف الحقائق ليُداري إيمانهم ويعطيهم مفهومًا يلائم تطلّعاتهم.انتظَروا ملكًا أرضيًّا ينتزع الحكم من الرومان ويحرّرهم من نير استعبادهم ويردّ لهم مجدهم الأرضيّ، فأتاهم ملكًا سماويًا، مملكته ليست من هذا العالم(يوحنّا18: 36)، ووعدهم بتحريرهم من عبوديّة لم يقيموا لها وزنًا في حياتهم هي العبوديّة للخطيئة، وعوضًا عن إعطائهم أمجادًا أرضيّة زائلة، وعدهم بالمجد السماويّ وبالحياة الأبديّة.كلّ من اقتبل جوهر يسوع كما أعلنه بذاته واعترف به من دون خوف أو وجل، دخل في التلمذة الحقيقيّة وأفسح المجال لعمل الكلمة لتُحوِّله من الداخل وتمنحه الحياة والمعرفة والفرح وتُحرّره من كلّ ما يُكبّله من أفكار ضيّقة وهواجس واعتبارات بشريّة.لا نستطيع اليوم كمؤمنين أن نُقيِّم المسيح بحسب مقاييسنا العقليّة وموروثنا الفكريّ؛ نحن كمسيحيّين بحاجة إلى بشارة الإنجيل، وبحاجة إلى اكتشاف حقيقة يسوع كما أعلنها، وعلينا أن نستدعي الروح القدس ليمنحنا الرؤية الصحيحة وينقّينا من شوائب إيماننا.من دون معرفة حقيقيّة للمسيح، نحن أشبه بجماعة اليهود الذين عاصروه، نتصوّره بحسب ما يرتضيه خيالنا؛ وإنْ تبيّن لنا بأنّه يخالف الصورة الذهنيّة التي رسمناها له، نبذناه وأنكرناه وإنْ كنّا على اسمه.
~الفكرة الرئيسة~
لا يتبع المؤمن المسيحيّ سرابًا أو حقائق مشوّهة تُلائم تطلّعاته؛لقد كشف يسوع المسيح عن هوّيّته بكلّ وضوح،من دون أيّ مواربة أو تضليل،وعلى كلّ من اختار السير معه أن يقتبل المعرفة كاملة ويعترف بها وينهل منها خبزه اليوميّ.
~صلاة~
يا يسوع أنت لم تساوم على الحقّ ولم تعطِ العالم آمالاً مزيّفة تُرضي تطلّعاته.لا تجعلني رهينة صور مشوّهة كوّنتها حول حقيقتك لتلائم واقعي، بل هبني نعمة الروح القدس لأفهم بشارة الإنجيل فهمًا صحيحًا وأنقلها بدوري من دون تشويه أو تحريف.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

The Cultivation of Consistency

Acts 18:24-19:22 | You Don't Need to Know It All

Lift Others Up: 3 Days of Encouragement

Philippians: Joy in Christ

The Wonder of the Wilderness

From Choke Point to Calling: Finding Freedom With Jesus

EquipHer Vol. 23: "Living With Intentionality"

When God Is Silent: Finding Faith in the Waiting

Lead With Purpose: Kingdom Principles for Entrepreneurs
