مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

احفَظْهُم باَسمِكَ الّذي أعطَيتَني(يوحنّا17: 11-16)
~النص البيبلي~
11لن أبقى في العالَمِ أما هُم فباقونَ في العالَمِ، وأنا ذاهِبٌ إلَيكَ…12وعِندَما كُنتُ أنا مَعَهُم حَفِظْتُهُم باَسمِكَ الّذينَ أعطَيتَني.حَرَستُهُم، فما خَسِرْتُ مِنهُم أحدًا إلاَّ اَبنَ الهَلاكِ لِيَتمَّ ما جاءَ في الكِتابِ.13والآنَ أنا ذاهِبٌ إلَيكَ.أقولُ هذا الكلامَ وأنا في العالَمِ ليكونَ لهُم كُلُّ فَرَحي.14بلَّغتُهُم كلامَكَ…15لا أطلُبُ إلَيكَ أنْ تُخرِجَهُم مِنَ العالَمِ، بل أنْ تَحفَظَهُم مِنَ الشِّرِّيرِ.16ما هُم مِنَ العالَمِ.وما أنا مِنَ العالَمِ.
~شرح النص~
مع إعلانه ساعة تسليمه وموته، يعي يسوع تمامًا بأنّ غيابه عن أعين التلاميذ سيضعضع صفوفهم ويجعلهم عرضةً لكافّة الشرور وفي موقف ضعيف للغاية؛ لذلك فهو يحصّنهم من هول تلك الساعة من خلال صلاة يرفعها على مسامعهم لتكون فرحهم وسندهم في غمرة الظروف المقبلة ويوقنوا من خلالها بأنّهم غير متروكين لعشوائيّة الأحداث.في الوقت نفسه يطلب يسوع من الآب، مصدر كلّ قداسة، أن يحفظ أحبّاءه من روح العالم ومن شروره كي لا يتأثّروا بقناعاته وكي يفهموا جيّدًا بأنّهم يعيشون في العالم من دون أن يكونوا جزءًا من مخزونه الفكريّ.خلال مسيرته مع التلاميذ، أنجز المسيح المطلوب، فعلّمهم كلام أبيه السماويّ لكي يغرفوا منه حكمة العيش والتصرّف وحَفظَ بذلك قلوبهم وعقولهم من الانحراف والأفكار الملتوية التي من شأنها عرقلة مسيرة خلاصهم.أمّا بالنسبة إلى يهوذا الذي سمع التعليم عينه، فقد بقي خارج مشروع الخلاص الإلهيّ وعجز عن فهم رسالة المخلّص، وغاص في تفكير بشريّ محض، فسلّم معلّمه إلى محاكمة العالم مسلّمًا روحه إلى الهلاك.لم يوفّر يسوع جهدًا في ثني يهوذا عن مخطّطه الجهنميّ، ممّا يعني بأنّه كان يملك الحرّيّة الكاملة لتقرير مصيره، وإنْ تنبّأت الكتب بخيانته.وفي الوقت عينه فإنّ التجربة ستعرض ذاتها باستمرار على التلاميذ، من هنا أهمّيّة صلاة يسوع بأن يحفظهم الآب من الشرّير لأنّهم لم يعودوا من العالم تمامًا كما أنّ معلّمهم ليس من العالم، ويبقيهم متّحدين في رباط المحبّة المقدّسة على غرار وحدته مع الآب.
~تأمل في النص~
إنّه يعرف جبلتنا الضعيفة ويعرف بأيّ سرعة ننحدر لنعتنق قناعات العالم ونستسلم لمغرياته، وأيّ شكّ يحكم عقولنا عندما نجد أنفسنا وحيدين في تشبّثنا بالإيمان في الوقت الذي يلجأ فيه البشر إلى آلهة أكثر تناغمًا مع مصالحهم.كان يسوع يدرك مع اقتراب ساعة موته بأنّ أتباعه متروكون في بحر هذا العالم يتخبّطون في أمواج الاضطهاد والتنكيل والتشكيك وبأنّهم سيكونون بأمسّ الحاجة إلى معونة سماويّة تحصّنهم ضدّ هجمات الخارج، فرفع الصلاة لكي يحفظهم الآب السماويّ من كلّ سوء.نحن كمسيحيّين معرّضون إلى وابل من التجارب في حياتنا قد تصل بنا إلى حدّ نكران إيماننا والجحود، فنداء العالم قد يطغو على صوت الروح فينا وحبّ الشهوة على حبّ الله وعقائد البشر على بشرى الخلاص؛ ما أحوجنا اليوم كما كان يهوذا نفسه بالأمس إلى طغمات الملائكة لتنتشلنا من مستنقعات الشكّ والرذيلة وحبّ الذات التي تُغرقنا إلى قعر اليأس وتقطع عنّا نفَس الروح الذي ينعش كياننا بالحضور الإلهيّ.
~الفكرة الرئيسة~
يدرك المعلّم الإلهيّ ما سيواجهه تلاميذه في العالم من صعوبات بعد أن ائتمنهم على تعليمه ورفعهم بالمعرفة فترفّعوا عن روح العالم،فتشفّع لهم كي يحفظهم أبوه السماويّ من كلّ سوء.
~صلاة~
ما من عضد يسند ضعفي، ما دمت في العالم، سوى روحك الذي وعدت به معزّيًا ومرافقًا أمينًا على درب الحياة؛ فاحفظني يا ربّ من شرور هذا العالم بنعمة روحك القدّوس.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

His Mission, Our Marriage: Building a Christ-Centered Marriage

God's Great Story

Nebuchadnezzar's Statue: Sunday Head, Monday Feet

Walking in God's Presence

Restoring Eden: How to Grow Spiritually Without Growing Weary

Stepping Into God's Promises

12 Basic Christian Doctrines

HABITS: Becoming Who God Made You to Be

Hebrews Part 2: Selfish Christianity
