مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

بَعدَ قَليلٍ(يوحنّا16: 16-19)
~النص البيبلي~
“…16بَعدَ قَليلٍ لا تَرَونَني، ثُمَ بَعدَ قَليلٍ تَرَونَني”.17فقالَ التَّلاميذُ بَعضُهُم لِبَعضٍ: “ما هذا الّذي يقولُه لنا:بَعدَ قَليلٍ لا تَرَونَني، ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ تَرَونَني.وأنا ذاهِبٌ إلى الآبِ؟”18وتساءَلوا: “ما مَعنى هذا القَليلِ؟ نَحنُ لا نَفهمُ ما يَقولُ”.19وعرَفَ يَسوعُ أنَّهُم يُريدونَ أنْ يَسألوهُ، فقالَ لهُم: “تَتَساءَلونَ عَنْ مَعنى قولي:بَعدَ قَليلٍ لا تَرَونَني، ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ تَرَونَني…”.
~شرح النص~
بعد أن استفاض يسوع في تعليمه حول دور البارقليط، ها هو يختصر بواسطة التعبير الزمنيّ“بعد قليل”المفارقة العجيبة في حضوره الكامل الذي سيختبره التلاميذ على الرغم من غيابه الحسّيّ. “بعد قليل”سيغيب يسوع عن العيون كونه طبعًا يُسلم إلى الموت، و”بعد قليل”، العيون نفسها ستدخل في منطق رؤية جديدة وفريدة – حاسّة من مستوى آخر يعجز العالم عن احتوائها – فتتمكّن بذلك من أن ترى يسوع على الرغم من كونه ذاهب إلى الآب(يوحنّا14: 18–19).يسوع هنا ليس في صدد الحديث عن قيامته وظهوره المفاجئ بعد ثلاثة أيّام من موته على تلاميذه، ولا عن مجيئه الثاني أو الباروزيا، إنّما هو في صدد بيان عمل الروح الذي وعد بإرساله(يوحنّا16: 7)ما إنْ يصعد إلى أبيه(7: 39؛16: 7).إنّ هذا الكلام الغريب عن التفكير البشريّ أدخل الحيرة إلى نفوس التلاميذ الذين انكمشوا على ذاتهم ودخلوا في دائرة مغلقة من التساؤلات عزلوا فيها أنفسهم عن مُحاوِرِهم مُعتَبرين كلامه ضربًا من الألغاز.سيخرق يسوع هذا الجدار من الأسئلة المدعّم بعدم الفهم مؤكّدًا استعداده“لفكّ الرموز”وإزالة حبائل الشكّ التي فصلت بينهم وبينه.لا شك أنّ الخطاب يطال أيضًا البيئة المسيحيّة المعاصرة للإنجيليّ والتي تنازعتها أمواج اليأس إزاء رفض محيطها لإيمانها، وباتت تطرح السؤال حول وعود يسوع بدعمها في مسارها، ويأتي الجواب واضحًا بأنّ من يعجز التلاميذ عن رؤيته بأمّ العين هو حاضر كما كان“منذ قليل”إنّما يتطلّب منهم مشاهدته بعين الإيمان ليفقهوا الواقع الذي يختبرونه بعد موت الربّ وقيامته وصعوده إلى السماء.
~تأمل في النص~
“لو كانَ لكُم إيمانٌ بِمقدارِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ…” (متى17: 20)؛ شعرة إيمان هي الحدّ الفاصل بين ما نفهمه بعقلنا البشريّ وما يريدنا الربّ أن نوقنه ونراه.كان التلاميذ، تمامًا مثل الكثيرين منّا اليوم، بطيئي الفهم وقليلي الإيمان وكانوا يغرقون في أفكار بشريّة تكشف عن قصور في البصيرة الروحيّة.لقد برهن يسوع لهم بشتّى الطرق عن سلطانه على عناصر المادّة والطبيعة والحياة والموت، ومع ذلك ظلّوا متحفّظين في نظرتهم إليه وحصروه في إطار بشريّتهم الضيّقة معتبرين في آخر المطاف بأنّ موته سيُنهي على حضوره بينهم، وغاب عنهم بأنّه ساد على الموت.ونحن المعمّدين أيضًا نقع في شباك الخدعة البصريّة، فيخيّل إلينا في وقت التجربة بأنّ الله محتجب عنّا وبأنّنا متروكون لذاتنا في تحصيل أمورنا ودرء المخاطر التي تهدّدنا.وَعَدَنا يسوع منذ ألفيْ سنة بأنّه سيحضر بيننا“بعد قليل”؛ إذًا فهو الآن معنا وما علينا سوى إغلاق عيوننا البشريّة لنبصر بعيون الإيمان حضور الربّ وتحقّق وعوده لنا على كافّة الصعد.
~الفكرة الرئيسة~
حدّد يسوع لتلاميذه موعدًا قصير الأجل لعودته بينهم وأكّد لهم بأنّه سيغيب عن عيونهم وقتًا قليلاً قبل أن يرجع ويصير مرئيًا بالنسبة إلى كلّ من يؤمن بصعوده إلى الآب.
~صلاة~
هبني يا ربّ عيونًا تخرق ظلمات التجربة وتنظر بنور الإيمان إلى حضورك الفائق الطبيعة في جميع تفاصيل محيطي، لا بل أيضًا في داخلي.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Prayer Works - Vol. 1: Praying at All Times

Kingdom Masculinity

Faith

Clothed in My Right Mind

Lasting Treasures From Loving God & Others: Devotions for Girls (I Am Available)

How to Know Jesus Personally – Start Your Faith Journey Today

The Kingdom Manifesto

Surrender

Unboxed: Anchored
