مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

ومتى جاء وبّخ العالم(يوحنّا16: 8-11)

~النص البيبلي~

8ومتى جاءَ وَبَّخَ العالَمَ على الخَطيئَةِ والبِرِّ والدَّينونَةِ:9أمَّا على الخَطيئَةِ فلأنَّهُم لا يُؤْمِنونَ بـي،10وأمَّا على البِرِّ فلأنِّي ذاهِبٌ إلى الآبِ ولَنْ تَرَوني،11وأمَّا على الدَّينونَةِ فلأنَّ سيِّدَ هذا العالَمِ أُدينَ وحُكِمَ علَيهِ.

~شرح النص~

لن ينجح مخطّط اليهود لإسكات يسوع من خلال تسليمه إلى الموت ولن يتخلّصوا من تعليمه الذي خضّ مفاهيمهم وكَشَفَ عن عدم معرفتهم الحقّة للآب السماويّ الذي يعبدونه؛ وها هو يؤكّد لتلاميذه بأنّ دور الروح المعزّي الذي سيجيء إليهم موفدًا من يسوع(16: 7)لن يقتصر فقط على تعليمهم وتذكيرهم بالوصايا(14: 26)والشهادة للحقّ في داخلهم(16: 26)بل سيرجع ليخضّ سلام العالم ولا سيّما اليهود ويعيد على مسامعهم كلام المسيح الذي سعوا بشتّى الجهود لطمسه.سيتدخّل الروح القدس في محاكمة تضع العالم في مواجهة مع الحقّ ويبكّته من خلال شهادة الرسل على رفضه للمسيح الذي قوبل بالشكّ واتُّهم بالتجديف وهُدّد بالموت.سيأتي تبكيت الروح القدس بمثابة دعوة تحضّ العالم أوّلاً على رفض الخطيئة الأساسيّة المتمثّلة بعدم الإيمان بالمخلّص الإلهيّ.ثانيّا سيعلن الروح القدس انتصار البرّ بدليل عودة الابن إلى الآب بعد أن تمّم رسالته ولبس ثوب العدل(إشعيا61: 10)، وغيابه الحسّيّ ما هو إلاّ دلالة على صعوده إلى السماء وجلوسه عن يمين الله الآب.ثالثًا سيشهد الروح القدس بأنّ موت يسوع على الصليب هو هزيمة لسيّد العالم الذي يُطرد(يوحنّا12: 31)والذي يدينه الله بسبب معارضته الشديدة لمشروعه.كلّ من سمع للابن لا يحضر الدينونة(5: 24)بل ينتقل من الموت إلى الحياة، فالدينونة إذًا تقع على كلّ من يرفض الابن المرسل من عند الآب وبالتالي يرفض الحياة المعطاة بذاته.

~تأمل في النص~

تجسّد الابن وجاء إلى عالمنا فبشّرنا بعيشه وبانتمائه إلى السماء وأعطانا مثالاً حيًّا عن المحبّة الإلهيّة التي لا تعرف حدودًا للعطاء كما وحرّرنا بشخصه من عبوديّة الشريعة، فلم تعد الخطيئة عمليّة انتهاكٍ لناموس مكتوب بل أصبح قبول الابن اقتبالاً للحقّ الذي يحرّر، ورفضه دينونةً تضع الإنسان خارج مشروع الله.لا يحمل المؤمن المسيحيّ سيفًا على كلّ من لا يدين بقناعاته ولا ينتقد من يخالفه بالرأي والمعتقَد، إنّما يعيش حياته متمسّكًا بإيمانه بمن صُلب لأجل معاصينا ويعترف به مخلِّصًا وبمساواته للآب السماويّ.من خلال عيشه هذا والتزامه بدعوة المسيح الذي قال: “كونوا أنتُم كاملينَ، كما أنَّ أباكُمُ السَّماويَّ كامِلٌ” (متى5: 48)، يتحوّل المؤمن المسيحيّ إلى حجر عثرة في سبيل كلّ من يحارب مسعاه ويشكّل دينونة بالنسبة لمحيطه إن عجز عن اقتبال شهادته واعترض على نمط أقواله وتصرّفاته التي يستمدّها من المسيح.

~الفكرة الرئيسة~

شرارة الروح القدس نار حارقة لن تترك العالم الذي تنكّر للابن بسلام إنّما ستتحرّك لإظهار الباطل أي خطيئة عدم الإيمان وتشهد لانتصار عدالة السماء ولهزيمة الشرّ.

~صلاة~

قد عرفتك يا ربّ واعترفت بك مخلّصًا فهبني أن أشهد لك في عالم عجز عن اقتبال محبّتك الأبويّة في سرّ تجسّدك.آمين.

~قرار اليوم~