مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

لِئَلاَّ يَضعُفَ إيمانُكُم(يوحنّا16: 1-4)
~النص البيبلي~
16قُلتُ لكُم هذا الكلامَ لِئَلاَّ يَضعُفَ إيمانُكُم.2سيَطرُدونَكُم مِنَ المَجامِـعِ، بل تَجيءُ ساعةِ يَظُنُّ فيها مَنْ يَقتُلُكم أنَّهُ يُؤدِّي فَريضةً للهِ.3وهُم يَعمَلونَ ذلِكَ لأنَّهُم لا يَعرِفونَ أبـي ولا يَعرِفوني.4أقولُ لكُم هذا، حتّى إذا جاءَتِ السّاعةُ تَتذَكَّرونَ أنِّي قُلتُهُ لكُم.ما قُلتُ لكُم مِنَ البَدَاءَةِ لأنِّي كُنتُ مَعكُم.
~شرح النص~
“هذا الكلام” (يوحنّا16: 1،4)– أي كلّ ما سبق من توصيات في الخطاب الوداعيّ– يهدف بالدرجة الأولى إلى تهيئة التلاميذ في وجه المرحلة الشيطانيّة القادمة وتحصينهم ضدّ الوقوع في أخطر تجربة قد تصيب الإنسان، ألا وهي فقدان الإيمان.يربط يسوع بشكلٍ أساسيّ بين التعثّر في الإيمان وعمليّة التضييق و”الاضطهاد من أجل كلام الملكوت” (متى13: 21)والإقصاء من المجامع.ما نبّه عليه يسوع بشكل نبوءة من محاربة شرسة ستطال جميع أتباعه قد تحقّق فعلاً في حياة الرسل حيث تفاقمت موجة الحرب عليهم بشكل تصاعديّ حتّى وصل الأمر باليهود إلى عقد ما عُرف بمجمع“جمنيا”حوالي سنة90م.وذلك بُعيْد تدمير الهيكل في أورشليم.ناقشت مقرّرات المجمع سبل التصدّي لانتشار المسيحيّة وتحجيم“النصارى”أي أتباع يسوع الناصريّ وعزلهم وحظر التعامل معهم.لن تقف الأمور عند هذا الحدّ، بل سيبلغ الأمر باليهود إلى قتل المسيحيّين بكلّ زخم باسم الله وباسم الدفاع عن شريعته، تمامًا كما شهدنا في الحرب الضروس التي شنّها بولس الرسول قبل ارتداده على“بدعة”المسيحيّة.سيستميت اليهود في الدفاع عن عقيدتهم المتمسّكة بوحدانيّة الله إزاء سوء فهم رهيب لما جاءت به المسيحيّة من تشديد مماثل على وحدانيّته، وهذا ما يطرحه يسوع من سبب لتعليل ردّة فعل اليهودـ، فهم لا يعرفون أباه ولا يعرفونه(يوحنّا16: 3)ولا يفهمون الوحدة القائمة بينهما، وقد جعلوا محور هجومهم على يسوع مساواة نفسه بالآب(10: 33).
~تأمل في النص~
منذ القرون الأولى وحتّى يومنا هذا، يدفع المسيحيّون الثمن غاليًا بسبب إيمانهم بأنّ من عُلّق على الخشبة هو ابن الله، ويدفعون ثمن عدم فهم الآخرين لما يشهدون به من خبرة مع يسوع تجعلهم يقرّون بكلّ كيانهم بمساواته للآب في الجوهر.كانت تلك هي المعضلة الأساسيّة التي ألّبت اليهود على الفريق الذي كان ينتمي إليهم بممارساته الدينيّة وطاعته للشريعة وتعلّقه بالتاريخ والتقليد المشترك، وتلك هي لا تزال المعضلة التي تضع المسيحيّين في خانة“المشبوهين”والمهمّشين في دول عديدة ومن قبل عصبيّة متشدّدة باتت تقتلهم من باب تأدية فريضةٍ لله(يوحنّا16: 2).تأتي الساعة كلّ يوم(آية4)التي نتذكّر فيها جذريّة المعلّم الإلهيّ في قوله: “مَن اَستَحى بـي وبِكلامي، يَستَحي بِهِ اَبنُ الإنسانِ متى جاءَ في مَجدِهِ” (لوقا9: 26).نحن نجد أنفسنا بشكل دائم أمام خيارين:إمّا الشهادة لإيماننا بالمسيح وبكلامه مهما كلّفنا الأمر وحتّى بذل النفس، وإمّا التردّد ومحاباة الوجوه والاستسلام للمجد الأرضيّ الذي يُفرش لنا متى أنكرنا إيماننا وساومنا على حقيقة المسيح وغلبنا الخوف ونسينا كلمة من قال: “عِندَما تُساقونَ إلى المَجامِعِ…فلا يَهُمُّكُم كيفَ تُدافِعونَ عَنْ أنفُسِكُم أو ماذا تَقولونَ، لأنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُلهِمُكُم في تِلكَ السّاعَةِ ما يَجبُ أنْ تقولوا” (لوقا12: 11–12).
~الفكرة الرئيسة~
هيّأنا الربّ ونبّهنا إلى أن رحلتنا في هذا العالم لن تكون سهلة وبأنّنا سنُحارب بشراسة بسبب إيماننا،وبأنّ مرتكبي هذه الفظائع سيفعلون ذلك عن جهل باسم الشرائع الدينيّة.
~صلاة~
حينما تسنح الفرصة أمامي لأشهد لإيماني، هبني يا يسوع أن لا أنكسر أمام المشكّكين وأجزع من ردّة فعلهم على قول الحقّ.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

The Cultivation of Consistency

Acts 18:24-19:22 | You Don't Need to Know It All

Lift Others Up: 3 Days of Encouragement

Philippians: Joy in Christ

The Wonder of the Wilderness

From Choke Point to Calling: Finding Freedom With Jesus

EquipHer Vol. 23: "Living With Intentionality"

When God Is Silent: Finding Faith in the Waiting

Lead With Purpose: Kingdom Principles for Entrepreneurs
