مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

هو يشهد لي(يوحنّا15: 26-27)

~النص البيبلي~

26ومتى جاءَ المُعَزِّي الّذي أُرسِلُهُ إلَيكُم مِنَ الآبِ، رُوحُ الحقِّ المُنبَثِقُ مِنَ الآبِ، فهوَ يَشهَدُ لي.27وأنتُم أيضًا ستَشهَدونَ، لأنَّكُم مِنَ البَدءِ مَعي.

~شرح النص~

لا يترك يسوع تلاميذه مستغرقين طويلاً في الصورة السوداويّة التي تهدّد مستقبلهم كمبشّرين باسمه، بل يعود ويذكّرهم مجدّدًا بدور المعزّي(يوحنّا14: 16–17،26)، العضد الإلهيّ الذي سيسند ضعفهم ويزوّدهم بكلّ ما يلزم لتنفيذ مهامّهم في العالم مع تطوّر مغاير في يوحنّا15: 26مفاده بأنّ يسوع نفسه هو مرسل روح الحقّ المنبثق طبعًا من الآب السماويّ.الهمّ الأكبر هو إعادة طمأنة التلاميذ بأنّ شرّ العالم لن ينتصر وإنْ بدا ذلك لهم في ظاهر الأمر، لأنّ روح الحقّ سيكون الشاهد الأوّل على حقيقة التعليم وسيُلهِم التلاميذ القول والفعل ليشقّوا سبل البشارة ويشهدوا بدورهم على ما عرفوه عن يسوع وسمعوه منه منذ البدء.سيساعد الروح القدس التلاميذ على إعادة قراءة مسيرتهم مع المسيح على ضوء الأحداث الفصحيّة وعلى تعزيز إيمانهم، وسيكون فهمهم هذا مادّةً لكرازتهم بين الناس.سيبشّر التلاميذ إذًا بالقائم من بين الأموات وبكلّ ما أوصاهم به في حياته الأرضيّة مستنجدين بروح الربّ في كلّ حين ليفتَح أذهان سامعيهم على القناعات السماويّة التي يحملونها بإيمانٍ إليهم.إنّ هذا التفاعل الحيّ بين الروح المرسَل من عند الربّ والتلاميذ الذين يقتبلونه ويصغون إلى شهادته سيُمكّن يسوع من مواصلة عمله بين الناس في توليد أبناء لله على صورته ومثاله.

~تأمل في النص~

لن يكون التلاميذ يتامى وعزّل في وجه أعداء الربّ، وإنِ اشتدّت عليهم آثام البشر وانقضّت عليهم جهالتهم ورفضهم لمرسَل الآب، فالروح المعزّي هنا!إنّه يقوّيهم في المحن ويسقيهم من مائه العذب فتفيض من جوفهم أنهار ماء حيّ لتروي كلّ عطشان إلى الحقيقة(يوحنّا7: 38).ما أشدّ الأهوال التي تحارب المؤمن المسيحيّ في شهادته للنور، وما أعذب تدخّل الروح القدس إلى جانبه لتخفيف أوجاعه وتخليصه من المخاطر ومرافقته على دروب البشارة لبنيان الجماعة.لا يعتمد الإنسان المسيحيّ على علمه وشهاداته وحنكته البشريّة للشهادة لإيمانه، فالمسيحيّة لا تُثبَت بالبراهين اللاّهوتيّة والمناظرات الفلسفيّة وليست أيديولوجيّة خاصّة ننافس بها سائر الأيديولوجيّات.المسيحيّة هي خبرة شخصيّة نعيشها مع يسوع تحوّلنا من الداخل وتنفض عنا غبار الأفكار البشريّة وتنقّينا كي نتحوّل إلى أحباء الله.عندها فقط ننطق بما أثمر فينا وبات من صلب جوهرنا ونشهد بمعرفتنا للربّ الذي سبق فأحبّنا واختارنا لنكرز بأنّه وحده الطريق والحقّ والحياة وأن لا أحد يأتي إلى الآب إلاّ به.

~الفكرة الرئيسة~

يسبق الروح المعزّي التلاميذ إلى الشهادة للحقّ ويقوّيهم في حقل بشارتهم ويدعمهم بالقول والفعل.

~صلاة~

إن اجتمع عليّ جمهور من الطغمات الشرّيرة لإسكات صوت الحقّ فيّي، لا تتركني يا إلهي وحيدًا بل اعضدني بواسطة روحك القدّوس كي أنتصر على البغض وأبشّر بسلامك.آمين.

~قرار اليوم~