مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

ما تَطلُبونَهُ باَسمي أعمَلُهُ(يوحنّا14: 12-14)
~النص البيبلي~
12الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم:مَنْ آمَنَ بـي يَعمَلُ الأعمالَ الّتي أعمَلُها، بل أعظَمَ مِنها، لأنِّي ذاهِبٌ إلى الآبِ،13فكُلُّ ما تَطلُبونَهُ باَسمي أعمَلُهُ، حتّى يَتَمَجَّدَ الآبُ في الابنِ.14إذا طَلبتُم مِنِّي شيئًا باَسمي أعمَلُهُ.
~شرح النص~
يتابع يسوع رسم صورة المستقبل الذي ينتظر التلاميذ إثر رحيله إلى الآب:الآتي ليس النهاية إنّما هو بداية جديدة لعمل المسيح الممجّد الذي سيُواصل رسالته السماويّة من خلال أتباعه.إنّه الآن يطلق وعودًا تخصّ ليس فقط التلاميذ، إنّما كلّ من يؤمن به:فالرسالة منذ الآن ستأخذ منحى الشموليّة، والعمل سيصبح جبّارًا يتخطّى كلّ ما سبق لأنه سيخرج من نطاق دائرة الإثني عشر وينطلق صوب بقاع الأرض كافّةً؛ والمطلوب لن يعود“الرؤية” (يوحنّا14: 8)إنّما الإيمان، وتحديدًا الإيمان بيسوع الذي ستُرفع باسمه كلّ الطلبات وتُستجاب فيتمجّد الآب وينكشِف بذلك حضوره في الابن.على ضوء هذه الوعود والأهداف المستقبليّة، تتّضح لنا أهمّيّة عودة يسوع إلى السماء ونفهم قوله وإصراره بالصيغة الإيمانيّة المزدوجة“الحقّ الحقّ”بأنّ الإيمان بشخصه سيكون الباب لمواصلة أعماله على الأرض.وما عاشه المسيح على الأرض سيكون صيغة عيش أتباعه، فكما أنّ الآب يعمل أعماله من خلاله، كذلك الابن سيعمل أعماله من خلال المؤمنين به، وعظمة هذه الأعمال لا تكمن في كونها عجائبيّة فقط، إنّما في كونها تحقيقًا لمشيئة الآب بلمّ شمل أبنائه المشتّتين في الأرض والكشف عن محبّته الشاملة ومنح الخلاص للمؤمنين.
~تأمل في النص~
تنقلب الموازين دومًا في حسابات السماء وتُفاجئنا بالمتناقضات، فما نعدّه عمومًا مدعاةً للحزن والألم، يصير فرصةً للفرح والنصر؛ ففي حين أنّ افتراق البشر بسبب الموت يُفضي إلى الخسران والانتقاص، فإنّ الافتراق عن يسوع هو وعدٌ بإمكانيّات تفوق كلّ التصوّرات، وبدلاً عن الفشل والهزيمة تلوح في الأفق ظلال حياة جديدة مفعمة بالأعمال التي تُمجّد الآب وتكشف عن جود رحمته.نحن اليوم أبناء هذا الوعد الإلهيّ وقد شهدنا مفاعيل قيامة الربّ من بين الأموات على حياتنا وحياة أسلافنا، ولكن لا يمكننا سوى تخيّل موقف التلاميذ المتعجّب أمام أقوال الربّ الغريبة والوعود المعادية لكلّ منطق بشريّ:إنّه ذاهب إلى الآب، ولكنّ رحيله سيجترح إعصارًا من الأعمال العظيمة ليتحوّل بذلك غيابه من خسارة فادحة يتصوّرها التلاميذ إلى ربح عظيم يتخطّى توقّعاتهم.وهذا تمامًا ما نختبره اليوم كمسيحيّين نعيش بالإيمان، فكلّ ما يُحسب في مسيرتنا الأرضيّة فشلاً أم نقصًا ينقلب فيضًا من النعم يتمجّد بها الآب في حياتنا.
~الفكرة الرئيسة~
الإيمان بيسوع هو حياة من الأعمال يتعرّف من خلالها البشر على الآب ويعترفون بحضوره في الابن،وهذه الأعمال هي الدليل على ما وعد به يسوع تلاميذه والمؤمنين به بأن ينالوا كلّ ما يطلبونه باسمه.
~صلاة~
هبني يا يسوع نعمة الإيمان بك تحقيقًا لوعدك بأنّنا سنعمل أعمالك فيتمجّد الآب فيك.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Endurance: God’s Power for Your Weight Loss Journey

DEPRESSION IS a LIE - a Podcast Series With Dustin Tavella

The Gospel According to Mark: Jesus the Suffering Servant

Center of It All

The Wonder of the Wilderness

His Mission, Our Marriage: Building a Christ-Centered Marriage

Dog Dad Devotions on Leadership, Loyalty and Love

Healing Family Relationships Through Compassion

Relentless Love: Reflections on the Book of Jonah
