مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

من رآني رأى الآب(يوحنّا14: 7-11)
~النص البيبلي~
“…7لَو كُنتُم عَرَفْتُموني لَعَرَفْتُم أبـي أيضًا.ومِنَ الآنَ أنتُم تَعرِفونَهُ، ورأَيتُموهُ”.8فقالَ لَه فيلبُّسُ: “يا ربُّ، أرِنا الآبَ وكَفانا”.9فقالَ لَه يَسوعُ: “أنا مَعكُم كُلَّ هذا الوَقتِ، وما عَرَفتَني بَعدُ يا فيلبُّسُ؟…11صدِّقوني إذا قُلتُ:أنا في الآبِ والآبُ فيَّ، أو صدِّقوني مِنْ أجلِ أعمالي…”.
~شرح النص~
نجد أنفسنا أمام تطوّر بارز في الحوار القائم بين يسوع والتلاميذ بحيث أنّ موضوع المعرفة لم يعد وِجهة رحيل يسوع إنّما بالأحرى معرفة شخصه ومعرفة أبيه، والتطوّر الأبرز هو الرابط بين فعلَيْ“المعرفة”و”الرؤية”.في قول يسوع،“لو كنتم عرفتموني”، نستدلّ إلى معنى الفعل“عرف”في إنجيل يوحنّا، فالإشارة ليست إلى معرفة ظاهريّة عقليّة كالتي تحكم معظم علاقاتنا الاجتماعيّة، إنّما هي معرفة في العمق تكشف خصائص الآخر ومقدّراته في خبرةٍ حميمة تُزيل الغشاء المشوِّهِ لصورته.هذا النوع من المعرفة في العرف الإنجيليّ هو ما يولّد عمليّة الرؤية، والمقصود هنا تحديدًا هو رؤية الآب السماويّ.ساد اعتقاد راسخ بين اليهود باستحالة معاينة وجه الله، وذلك بحسب خروج33: 20في إعلان واضح من يهوه لموسى: “أمَّا وجهي فلا تقدِرُ أنْ تراهُ، لأنَّ الذي يراني لا يعيشُ”.ومع ذلك، فإنّ المؤمن اليهوديّ يصبو إلى رؤية خالقه انطلاقًا من محبّته الشديدة له ومن اعترافه بتدخّلاته العجائبيّة في حياة شعب إسرائيل.من هنا، فإنّ طلب فيلبُس(آية8)نابعٌ من إطار هذه الأمنية الصادقة والقديمة العهد في إيمان اليهود برؤية وجه الله.وهنا سيكشف يسوع بشكل صريح عن حقيقة يُفترض بأنّها باتت معلومة وواضحة في أذهان التلاميذ“ما عرفتَني بعد؟”ما حلِم به اليهود عبر تاريخهم الدينيّ ويطلبه فيلبّس الآن هو فعلٌ تحقّق مع التلاميذ الذين عاشوا بمعيّة يسوع. “من رآني رأى الآب!”من دون فواصل ولا غشاء ولا أيّ ستر، فالحجاب الذي كان يفصِل منذ القدم بين اليهود والله قد أُزيل في شخص يسوع لأنّ الآب حالٌ فيه بكلّيّته، وهو لا ينطِق سوى بكلامه كما أنّه يعمل جميع أعماله في وحدةٍ تامّةٍ بينهما لا شائبة فيها.
~تأمل في النص~
فهم التلاميذ حتّى هذه المرحلة بأنّ يسوع هو الطريق إلى الآب ولكنّهم عجزوا عن معرفة بأنّهم قد بلغوا نقطة الوصول التي تجمعهم بالآب السماويّ منذ الآن، فهم قد غفلوا عن الوحدة التامّة بين يسوع وأبيه، ولا يزالون يطلبون رؤية الآب على الرغم من أنّهم شهدوا أعماله وسمعوا كلامه في مرافقتهم اليوميّة ليسوع.المحبّة الحقيقيّة تأبى الحواجز وتسعى لخرق المسافات التي تفصلنا عن من نحبّ.من هنا ما من خطْبٍ في طلبنا بأن نرى الله الذي نحبّ وبأن نستمتع بوجوده، إنّما يكمن الخطأ أوّلاً في عدم إدراكنا بأنّ معرفة الآب تبقى مشروطة بمعرفة يسوع الكاملة والحقيقيّة وبأنّ الرؤية المنشودة ليست حسّيّة إنّما تتحقّق بعيون الإيمان التي تتعرّف على كلام الآب وأعماله في حياتنا، فلا نعود نشعر عند هذه المرحلة بانتقاص لحضور الله ولا نحتاج إلى أن نطلب رؤيته لأنّنا نصبح من خلال إيماننا قادرين على خرق الحجاب الفاصل ما بيننا وبينه.
~الفكرة الرئيسة~
الإيمان بكلام يسوع وبأعماله ومعرفته معرفة حقيقيّة يكشفان عن حلول الآب السماويّ فيه،فيرويانِ عطشنا المحبّ لرؤيته.
~صلاة~
امنحني يا يسوع أن أعرفك معرفةً كاملةً بواسطة كلامك في الإنجيل وأراك بعيون الإيمان من خلال أعمالك في حياتي حتّى أرى الآب وأعرفه معرفةً حقّة.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Endurance: God’s Power for Your Weight Loss Journey

DEPRESSION IS a LIE - a Podcast Series With Dustin Tavella

The Gospel According to Mark: Jesus the Suffering Servant

Center of It All

The Wonder of the Wilderness

His Mission, Our Marriage: Building a Christ-Centered Marriage

Dog Dad Devotions on Leadership, Loyalty and Love

Healing Family Relationships Through Compassion

Relentless Love: Reflections on the Book of Jonah
