مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

سيعلّمكم كلّ شيء(يوحنّا14: 25-26)
~النص البيبلي~
25قُلتُ لكُم هذا كُلَّهُ وأنا مَعكُم.26ولكِنَّ المُعزِّي، وهوَ الرُّوحُ القُدُسُ الّذي يُرسِلُهُ الآبُ باَسْمي، سيُعلِّمُكُم كُلَّ شيءٍ ويَجعَلُكُم تتَذَكَّرونَ كُلَّ ما قُلتُهُ لكُم.
~شرح النص~
مرّة جديدة يطلّ دور الروح القدس في خطاب يسوع الوداعيّ الهادف إلى تحضير التلاميذ لاقتبال المرحلة المقبلة.فبعد أن قدّمه على أساس أنّه المعزّي وروح الحقّ الذي سيقيم في التلاميذ ويرافقهم إلى الأبد(يوحنّا14: 16–17)، ها هو يضيف دورًا جديدًا لعمله، فهو سيكون مركز التعليم وذاكرة التلاميذ لاستعادة أقوال الربّ وفهمها.مع اختتام يسوع لرسالته الأرضيّة ونقله لوصايا الآب السماويّ(آية24)، لن يكون استذكار التعاليم حكرًا على الجهود البشريّة بل سيتدّخل البارقليط لصالح تنوير التلاميذ على ما تلقّفوه من تعليم إلهيّ على يد يسوع وينفحهم بالمعرفة المطلوبة لتأوين الوصايا وفهمها على ضوء الأحداث الفصحيّة.لن يقترح الروح المعزّي تعليمًا جديدًا أو غريبًا إنّما هو مرسل من الآب باسم يسوع، ويعمل بتناغم تام مع الكرازة الأرضيّة التي تمّمها الابن ليفتح مكنوناتها أمام أعين التلميذ.كما وأنّ عمليّة التذكير لا تدخل في إطار إخضاع الذاكرة لحفظ الكلام بصورة ماديّة إنّما من خلال تفاعل حيّ مع الإرادة البشريّة التي تصبو إلى طاعة يسوع والشهادة لمحبّتها له.بهذا يتحقّق العهد الإلهيّ المنشود لبني إسرائيل: “أجعَلُ شَريعَتي في ضَمائِرِهِم وأكتُبُها على قلوبِهِم وأكونُ لهُم إلهًا وهُم يكونونَ لي شعبًا” (إرميا31: 33).
~تأمل في النص~
وإنْ غاب يسوع بالجسد فإنّه سيكون حاضرًا بواسطة كلمته الحيّة، ولن تخضع هذه الكلمة للمنطق البشريّ وللتحاليل العقليّة بل ستثمر في النفس بهديٍ من الروح الذي يقيم في الإنسان ليمنحه ليس فقط اليقين والفهم إنّما أيضًا المقدرة على عيش الوصيّة الإلهيّة في كلّ حين.وهذا طبعًا ما جعل يسوع يطوّب النفس التي تقتبل الملكوت بروح الطفولة في قوله: “الحقَّ أقولُ لكُم:إنْ كُنتُم لا تَتَغيَّرونَ وتَصيرونَ مِثلَ الأطفالِ، فلن تَدخُلوا مَلكوتَ السَّماواتِ” (متى18: 3).الطفل بطبيعته لا يعرف الحسابات البشريّة ولا يقيم وزنًا لأفكاره وتحاليله الشخصيّة، بل يستسلم ببراءة للكلمة التي تُلقى على مسمعه ويصدّقها ويصمّ أذنيه عن كلّ تعليم غريب.المؤمن الذي يستسلم كالطفل لعمل الروح في داخله، يصبح خاضعًا لقيادته، وبه يصرخ إلى الله“أيّها الآب أبانا” (رومة8: 15).
~الفكرة الرئيسة~
ليس الإنجيل صفائح مكتوبة يحفظها التلميذ في ذاكرته ليتأهّل للملكوت،إنّما هو كلمة حيّة تعمل عملها في النفس بوسطة روح الله الذي ينير العقل البشريّ لفهم حكمة السماء ويُذكّره بكلّ ما جاء به الابن من عند الآب.
~صلاة~
لست أملك في ذاتي مفاتيح فهم تعاليمك ومفاعيلها في حياتي؛ أرسل روحك يا ربّ ليفتح ذهني على سرّ محبّتك وأهّلني لإدراك وصاياك.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Endurance: God’s Power for Your Weight Loss Journey

DEPRESSION IS a LIE - a Podcast Series With Dustin Tavella

The Gospel According to Mark: Jesus the Suffering Servant

Center of It All

The Wonder of the Wilderness

His Mission, Our Marriage: Building a Christ-Centered Marriage

Dog Dad Devotions on Leadership, Loyalty and Love

Healing Family Relationships Through Compassion

Relentless Love: Reflections on the Book of Jonah
