مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

نقيم عنده(يوحنّا14: 21-24)
~النص البيبلي~
“…21مَنْ قَبِلَ وصاياي وعَمِلَ بِها أحَبَّني.ومَنْ أحَبَّني أحَبَّهُ أبـي، وأنا أُحِبُّهُ وأُظهِرُ لَه ذاتي”.22فقالَ لَه يَهوذا، وهوَ غَيرُ يَهوذا الأسخَريوطيِّ: “يا ربّ، كيفَ تُظهِرُ ذاتَكَ لنا ولا تُظهِرُها لِلعالَمِ؟”23أجابَهُ يَسوعُ: “مَنْ أحبَّني سَمِعَ كلامي فأحَبَّهُ أبـي، ونَجِـيءُ إلَيهِ ونُقيمُ عِندَهُ.24ومَنْ لا يُحبُّني لا يَسمَعُ كلامي.وما كلامي مِن عِندي، بل مِنْ عِندِ الآبِ الذي أرسَلَني…”.
~شرح النص~
بعد أن أنبأ يسوع تلاميذه بدنوّ ساعة عودته إلى الآب ومفاعيلها بدءًا بكونه ذاهبًا ليؤمّن لهم مكانًا في المنازل السماويّة(يوحنّا14: 2–3)، ثمّ كاشفًا بصورة تدريجيّة عن العلاقة التي ستربطهم به على إثر غيابه الجسديّ، ها هو يصل إلى قمّة هذا الكشف الذي يجسّد هدف رسالته السماويّة، وهو إعداد نفوس مؤهّلة لاستقبال حياة السماء في داخلها.هنا يأخذ الحديث أكثر فأكثر نزعته الشموليّة، فيكرّس يسوع كلّ إنسان جنّد ذاته لحفظ الوصايا منزلاً للآب والابن، ويشدّد مجدّدًا على العلاقة الوثيقة بين محبّة التلميذ للمعلّم الإلهيّ وعيشه لكلامه.أمام سؤال يهوذا المتعجّب من تمييز الربّ للتلاميذ عن سائر البشر من خلال إظهار ذاته لهم فقط، يردّ يسوع بكلامه لا عن“ظهوره”إنّما عن“مجيئه”الهادف إلى تأسيس“بيوت”بشريّة تقتبل حضور الآب والابن.في أسفار الأنبياء، نجد وعدًا من الله بتأسيس عهد أبديّ مع المؤمنين وبجعل سكناه في وسطهم(حزقيال37: 26–27)؛ ومع ذلك، فإنّ كلّ من يرفض الوصايا معلنًا بالتالي رفضه للابن يبقى خارجًا عن هذا المشروع الإلهيّ الهادف إلى تأسيس ملكوت الله في النفوس.
~تأمل في النص~
جاء الكلمة، النور الحقّ، إلى العالم لينير كلّ إنسان(يوحنّا1: 9)، وليعطي كلّ من يؤمن به سلطانًا أن يصير ابنًا لله(آية12).لن يكون مفعول التجسّد الإلهيّ الذي تمّ في ملء الزمن مرتبطًا فقط بالمرحلة الزمنيّة التي عاش فيها يسوع على الأرض، لأنّ عمليّة مجيئه و”إظهار”ذاته لفئة صغيرة من التلاميذ هدفت إلى تأسيس كنيسته التي ستحمل كلمته وتبشّر بملكوته في كلّ أصقاع الأرض وحتّى نهاية الأزمنة.من هنا فإنّ تشديده على حفظ وصاياه الإلهيّة التي نقلها من لدن الآب هو تأكيد على أنّ حلول ملكوت السماء في النفس البشريّة لا يكون إلاّ من خلال التمسّك بالتعاليم الإلهيّة وهو الضامن الوحيد لعيش الوحدة مع الآب والابن.بنى اليهود هيكلاً حجريًّا فخمًا رغبةً منهم“بالقبض”على حضور الله في وسطهم بشكل دائم، فجاء يسوع لتتميم هذه الرغبة القديمة العهد بامتلاك الله معلنًا بأنّ ترميم الهيكل البشريّ هو في قصد الله وأنّ سكناه في النفوس أمر ممكن لكلّ من أحبّ يسوع وسمع كلامه وعمل بوصاياه.
~الفكرة الرئيسة~
عاش يسوع في وسط تلاميذه مدّة رسالته الأرضيّة ونقل إليهم الوصايا الإلهيّة التي تسلّمها من الآب،وأعطى كلّ من يقبلها ويعمل بها وعدًا بحياةٍ تتخطّى أمنية كلّ مؤمن،ألا وهي العيش بوحدة تامّة مع الآب والابن اللّذين يأتيان إلى كلّ من ارتضى محبّة يسوع وطاعة كلامه واقتبل السكنى المشتركة.
~صلاة~
لتكُن محبّتي لك يا ربّ بالفعل لا بالقول، فأتمسّك بوصاياك المُحيِية وينفتح قلبي على العيش بوحدة معك ومع أبيك السماويّ إلى أبد الآبدين.أمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Endurance: God’s Power for Your Weight Loss Journey

DEPRESSION IS a LIE - a Podcast Series With Dustin Tavella

The Gospel According to Mark: Jesus the Suffering Servant

Center of It All

The Wonder of the Wilderness

His Mission, Our Marriage: Building a Christ-Centered Marriage

Dog Dad Devotions on Leadership, Loyalty and Love

Healing Family Relationships Through Compassion

Relentless Love: Reflections on the Book of Jonah
