مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

يسوع يدعو مريم(يوحنّا11: 28-32)

~النص البيبلي~

28ورجَعَتْ مَرتا، بَعدَما قالَت هذا الكلامَ، إلى أُختِها مَريَمَ تَدعوها، فقالَت لها هَمْسًا: “المُعَلِّمُ هُنا، وهوَ يَطلُبُكِ”.29فقامَت مَريَمُ حينَ سَمِعَت هذا الخَبرَ وأسرَعَت إلى يَسوعَ.30وما كانَ يَسوعُ وصَلَ إلى القَريةِ، بل كانَ حَيثُ اَستَقبَلَتْهُ مَرتا.31فلمَّا رأى اليَهودُ الّذينَ كانوا في البَيتِ معَ مَريَمَ يُعزُّونَها أنَّها قامَت وخرَجَت مُسرِعَةً، لَحِقُوا بها وهُم يَحسَبونَ أنَّها ذاهِبَةٌ إلى القَبرِ لِتَبكيَ.32ووصَلَت مَريَمُ إلى المكانِ الّذي فيهِ يَسوعُ، فما أنْ رأتْهُ حتّى وقَعَت على قَدَمَيهِ وقالَت لَه: “لَو كُنتَ هُنا، يا ربّ، ما ماتَ أخي!”.

~شرح النص~

بعد مرتا، حان الآن دور مريم.المسيح يأخذ المبادرة ويدعوها كي تُقبِل إليه: “المعلّم ههنا، وهو يدعوك”.مريم تخرج من القرية وتسرع إلى لقائه، مع أنّ الميت هو أخوها.يصرّ الإنجيليّ على إظهار يسوع شخصيّةً تسيطر على الحدث، لا ينجرّ وراء انفعالاته، بل يحافظ على هيبته، على الرغم من الصداقة العميقة التي تربطه بعائلة الميت.إنّها مهابة ابن الله التي نراها تسيطر على المشهد كلّه، في حوار يسوع مع تلاميذه في بداية النصّ، وفي لقائه مع مرتا سابقًا، والآن مع مريم.في الواقع، يعرف يسوع كيف يجذب الأشخاص إليه.إنّه خبير في الطبيعة البشريّة: “لا يَحتاجُ إلى مَنْ يُخبِرُهُ عَنْ أحَدٍ، لأنَّهُ كانَ يَعلَمُ ما في قَلبِ الإنسانِ” (يوحنّا2: 25).

~تأمل في النص~

يهوى يوحنّا جدًّا أن يصوّر كيف يجذب يسوع البشر إليه، بمختلف أجناسهم وثقافاتهم.لقد جذب إليه سابقًا أحد الفرّيسيّين، نيقوديموس، وهذه الفئة هي من أصعب الناس وأكثرها انفصالاً عن باقي الشعب.كما جذب المرأة السامريّة التي يفصلها عن يسوع لا الجنس فقط، بل أيضًا العرق والمواطنيّة.بالرغم من هذا وقعت هي وقومها في شرك يسوع.

أمّا هنا، فيسوع يجذب إليه عائلةً بكاملها:مريم ومرتا من بيتهما، وبعد قليل لعازر من قبره.مريم أخرجها يسوع من بيتها المفجوع، من جوّ البكاء والنحيب.كانت في بيتها محاطة بأولئك الناس الذين يدّعي بعضهم أنّهم يذهبون إلى بيت الميت كي يعزّوا أهله، لكنّهم في الواقع يذهبون كي يثرثروا ويتقهقهوا سرًّا، أو ليعرفوا آخر الأخبار أو ليراقبوا الناس وأهل الفقيد.يسوع يُخرج مريم من جوّ الحزن واليأس الذي هي فيه، علّها تنفذ، مثل أختها، إلى عمق سرّه.إنّها قيامة أيضًا، لكن من نوع آخر.

~الفكرة الرئيسة~

ليسوع سطوة على من يحبّه.يعرف كيف يُخرج حبيبه من حبائل الموت التي تحيطه.

~صلاة~

إجذبني إليك، إلهي.ونجّني من كلّ ما يشغل فكري عنك.لأنّك أنت وحدك ينبوع الحياة، وبنورك أعاين النور.آمين.

~قرار اليوم~