مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

لعازر خارجًا!(يوحنّا11: 41-44)

~النص البيبلي~

41…ورفَعَ يَسوعُ عينَيهِ وقالَ: “أشكُرُكَ يا أبـي، لأنَّكَ اَستَجَبتَ لي.42وأنا أعرِفُ أنَّكَ تَستَجيبُ لي في كُلِّ حينٍ.ولكنِّي أقولُ هذا مِنْ أجلِ هَؤُلاءِ النّاسِ حَولي، حتّى يُؤمِنوا أنَّكَ أنتَ أرسَلتَني”.43وصاحَ بأعلى صَوتِهِ: “لعِازرُ، أخرُجْ!”.44فخرَجَ الميتُ مشدُودَ اليدَينِ والرِّجلَينِ بالأكفانِ، مَعصوبَ الوَجهِ بِمنديلٍ.فقالَ لهُم يَسوعُ: “حُلُّوهُ ودَعوهُ يذهَبُ”.

~شرح النص~

لأنّ يسوع هو في تواصل دائم مع أبيه، نراه قبل أن يقيم لعازر، يصلّي إلى الآب شاكرًا له سلفًا استجابته لصلاته.إنّها صلاة ثقة.لا يقيم يسوع الموتى لمجده الشخصيّ، بل لمجد أبيه ولكي يؤمن الناس بأنّ يسوع إنّما يعمل هذه الآيات بإصبع الله وبتوافق كامل مع مشيئته.بعد الصلاة، لا يبقى إلاّ التنفيذ.فأمَرَ يسوع فورًا لعازر أن يخرج من القبر.وكما سيفعل يوحنّا في قيامة يسوع، كذلك سيفعل هنا عند قيامة لعازر:سيذكر بالتفصيل لفائف الأكفان ومنديل الوجه تأكيدًا منه على واقعيّة الموت.إذا أقام يسوع لعازر بقوّة الله، فإنّه لا يلبث أن يسلّمه إلى إخوته كي يحلّوه: “حُلُّوهُ ودَعوهُ يذهَبُ”.للبشر أيضًا دورهم في الغلبة على الموت.يد الله لا تعمل إلاّ مع يد الإنسان.

~تأمل في النص~

مجد الله تحقّق عندما خرج، من عتمة القبر، ذلك الرجل الملفوف بالعصائب والمناديل.في إنجيل يوحنّا، يرمز لعازر إلى كلّ إنسان عايش الموت أربعة أيّام، الإنسان النتن والكريه الرائحة، الإنسان الملفوف بالضعف والخطيئة.في كلّ واحد منّا“لعازر”ما، إنسان ميت، نتن الرائحة، تكبّله الخطايا والشهوات.لذاك الإنسان نفسه الذي يعشّش فينا، يصرخ يسوع بصوتٍ عالٍ قائلاً: “هلمّ خارجًا”.هلمّ اخرج من موتك، من قذارتك، من شهواتك، ومن العبث الذي أنت فيه.أخرج إلى قيامة الحياة.

“حلّوه ودعوه يذهب”، هكذا ينتهي المشهد الأخير، وهكذا ينتهي مسلسل قيامة لعازر.إنّه انعتاق من رُبط الموت، وانتصار على اليأس، وإلغاء للبكاء والنحيب، وأيضًا دعوة إلينا إلى الانطلاق مجدّدًا في مسيرة الحياة، وفي يدنا لفائف قيامتنا.

~الفكرة الرئيسة~

مجد يسوع هو في مجد الآب.وبين الاثنين محبّة عارمة تتجلّى حياةً بين بني البشر.

~صلاة~

“هلمّ خارجًا!”.كم سمعتها من فمك يا إلهي، تُخرجني من قبري ومن نتانة أفعالي!المجد لك ولأبيك الحيّ القدّوس وروحك العامل فيك.آمين.

~قرار اليوم~