مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

أبناء إبراهيم(يوحنّا8: 33-41)

~النص البيبلي~

33قالوا لَه: “نَحنُ ذُرِّيَّةُ إبراهيمَ، وما كُنَّا يومًا عَبـيدًا لأحدٍ!فكيفَ تَقولُ لنا:ستَصيرونَ أحرارًا؟”34فأجابَهُم يَسوعُ: “الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم:مَنْ يَخطأْ كانَ عَبدًا لِلخَطيئةِ،35والعَبدُ لا يُقيمُ في البَيتِ إلى الأبدِ، بَلِ الابنُ يُقيمُ إلى الأبدِ.36فإذا حَرَّركُمُ الابنُ، صِرتُم بِالحقيقَةِ أحرارًا.37أنا أعرِفُ أنَّكُم ذُرِّيَّةُ إبراهيمَ.ولكنَّكُم تُريدونَ قَتْلي، لأنَّ كلامي لا مَحلَّ لَه فيكُم.38أنا أتكَلَّمُ بِما رأيتُ عِندَ أبـي، وأنتُم تَعمَلونَ بِما سمِعْتُم مِنْ أبيكُم”.39فقالوا لَه: “أبونا هوَ إبراهيمُ”.فأجابَهُم يَسوعُ: “لَو كُنتُم أبناءَ إبراهيمَ، لَعَمِلْتُم أعمالَ إبراهيمَ.40ولكِنَّكُمُ الآنَ تُريدونَ قَتْلي، أنا الّذي كَلَّمَكُم بالحقِّ كما سَمِعتُهُ مِنَ اللهِ، وهذا العَمَلُ ما عَمِلَهُ إبراهيمُ...”.

~شرح النص~

امتعض اليهود من كلام يسوع وأكّدوا له أنّهم لم يكونوا يومًا عبيدًا لأحد.كيف ذلك وتاريخهم يشهد؟ من العبوديّة في أرض مصر طوال أربعمئة سنة إلى الجلاء في أرض بابل، إلى الهيمنة اليونانيّة في عقر دارهم، وصولاً إلى الحكم الروماني في زمن يسوع!إنّها تجربة الإنسان في كلّ زمان:عبوديّة الرؤية الخاطئة، عبوديّة من لا يريد أن يعرف الحقّ، وينسى أن يقرأ التاريخ على ضوء الحقّ.فاليهود الذين يجادلون يسوع يرفضون هذه الحقبة المظلمة في سيناء ويفتخرون بكونهم أبناء لإبراهيم.وهنا أيضًا حقيقة ناقصة ومشوّهة وسطحيّة، لأنّهم يريدون قتل يسوع، خلافًا لهذه البنوّة الإبراهيميّة.فهم بذلك أقرب إلى كونهم أبناء قايين الذي قتل أخاه، أو أبناء إبليس الكذّاب.

~تأمل في النص~

الإبن يعمل أعمال أبيه وبهذا تثبت بنوّته واضحةً للعيان.لا يكفي أن نكون أبناء لإبراهيم بحسب الجسد، أو نعلن أنفسنا أبناء الله ونحن عبيد للخطيئة.كلام يسوع لنا اليوم يفصل بين الإبن والعبد، والفصل ليس باللّسان إنّما بالعمل.وما يعمي اليهود في هذا النصّ لا يوصف بقلّة الذّكاء أو بعدم الفهم، بل سببه الدّفين في الحقد والرّغبة في إلغاء يسوع.الحقد وإلغاء الآخر يقتل أوّلاً صاحبه، إذ يمنعه من الحياة ومن التقدّم الرّوحي ومن النّمو.كي نكون أبناء الله أبينا، الطريق الوحيد هو في المحبّة وبذل الذّات على مثال الإبن الوحيد.

~الفكرة الرئيسة~

“من ثمارهم تعرفونهم”وحقيقة المواقف تَظهر في الأعمال وفي شهادة الحياة وليس فقط بالأقوال.وعندما نقبل أن يتبنّانا الله ونكون للمسيح تلاميذ،نحيا هذه البنوّة بالإنسجام مع مشيئته ومع تعاليم الإنجيل.

~صلاة~

رغبتي أن أتتلمذ لك يا ربّ وأتبعك، ثبّتني في كلمتك وهبْني القوّة لأقرّب المسافة بين أقوالي وأفعالي قدر الإمكان.

~قرار اليوم~