مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

الحقّ يحرّركم(يوحنّا8: 31-32)

~النص البيبلي~

31فقالَ يَسوعُ لِلَّذينَ آمنوا بِه مِنَ اليَهودِ: “إذا ثَبَتُّم في كلامي، صِرتُم في الحَقيقةِ تلاميذي:32تَعرِفونَ الحقَّ، والحقُّ يُحرِّرُكُم”.

~شرح النص~

بعد أن آمن به الكثير من النّاس، يدعوهم الآن يسوع للثبات.الخطوة الأولى هامّة ولكنّها باب مفتوح للمتابعة والإلتزام.التتلمذ للربّ ينير المعرفة للسير في الحقّ، والحقّ يحرّر.وإذ ينقل إلينا الإنجيليّ الرّابع هذا التّعليم في الهيكل، يوحي لناسردالنصّ أنّ الخبر لا يزال في إطار عيد المظال، حيث يقوم الشّعب المؤمن بمسيرة حجّ إلى هيكل أورشليم، تذكارًا لحدث الخروج الذي أسّسهم شعبًا مقدّسًا للربّ.بالخروج من مصر خلقهم الله من جديد، أحرارًا من قعر عبوديّتهم.ولكنّ الحريّة أعمق من حدثٍ عابر، إنّها في نسيج الكيان الإنسانيّ عندما يتناغم مع الحقّ.يوضح يسوع أنّ الذي يثبت في كلامه، يكون له حقًّا تلميذًا يعرف الحقّ والحريّة.

~تأمل في النص~

الإيمان بيسوع والثّبات فيه والإلتزام بمسيره ومصيره هو الذي يحرّر الإنسان، لأنّ يسوع هو الحقّ.إنّما الإيمان ليس مجرّد إعلان لفظي لمجموعة عقائد، بل هو الإلتزام بإنجيل يسوع، التشبّه به، التّماهي معه، أي القبول بالمحبّة إلى أقصى الحدود...حتّى الصّليب.عندها يبتعد المؤمن عن الحريّات الكاذبة التي تستعبده أو توهمه بسيادته على الآخرين.لا حريّة من دون مسيرة في الحقّ، في الله، في خيار الخير والمحبّة والسّلام.

~الفكرة الرئيسة~

في علاقاتنا مع الله ومع الآخرين ومع ذواتنا نتحرّر بقدر ما نقول الحقّ ونعيشه وننسجم معه.والحقّ المطلق هو الله.

~صلاة~

أعطني يا ربّ قلبًا قابلاً للتعلّم منك أنت الحقّ، للتتلمذ لك أنت الحريّة، فأعترف بالله أبي وسيّدي ولا أنقاد لأسياد هذا العالم.

~قرار اليوم~