مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

يسوع والاعمى:الشّفاء(يوحنّا9: 6-12)

~النص البيبلي~

6قالَ هذا وبَصَقَ في التُّرابِ، وجبَلَ مِنْ ريقِهِ طِينًا ووضَعَهُ على عَينَي الاعمى7وقالَ لَه: “إذهَبْ واَغتَسِلْ في بِركَةِ سَلوامَ” (أي الرَّسول).فذَهَبَ واَغتَسَلَ، فأبصَرَ.8فتَساءَلَ الجيرانُ والذينَ عرَفوهُ شَحَّاذًا مِنْ قَبلُ: “أما هوَ الذي كانَ يَقعُدُ لِـيَستَعطِـيَ؟”9وقالَ غَيرُهُم: “هذا هوَ”.وقالَ آخرونَ: “لا، بل يُشبِهُهُ”.وكانَ الرَّجُلُ نَفسُهُ يَقولُ: “أنا هوَ!”10فقالوا لَه: “وكيفَ اَنفَتَحَت عَيناكَ؟”11فأجابَ: “هذا الذي اَسمُهُ يَسوعُ جبَلَ طِينًا ووضَعَهُ على عَينَيَّ وقالَ لي:إذهَبْ واَغتَسِلْ في بِركَةِ سَلوامَ.فذَهَبتُ واَغتَسَلتُ، فأبصرتُ”.12فقالوا لَه: “أينَ هوَ؟”قالَ: “لا أعرِفُ”.

~شرح النص~

يأخذ يسوع المبادرة مباشرةً فيجبل الطّين من ريقه ومن التّراب.وفي ذلك ولا شكّ رمز بليغ وعودة بالذاكرة إلى عمل الخلق في سفر التكوين.ومن جهةٍ أخرى، يمسح عيني الاعمى، هو الممسوح بقدرة الله كما الملك والنبيّ والكاهن في العهد القديم.والغريب أنّ الاعمى يطيعه من دون تردّد، من دون إستيضاح، وكأنّنا به يطيع“طاعةً عمياء”!والمغزى في ذلك أنّه يشارك في عمل شفائه فيغتسل، ويعود مبصرًا.فتعجّب الجيران والمعارف، ولكنّ الاعمى أثبت الآية بتأكيد شفائه وبالشّهادة ليسوع الذي شفاه.ولكنّ يسوع اختفى، والاعمى لا يعرف أين هو.والمشاهد الثلاثة التّالية في سرد القصّة سوف تتمّ في غياب يسوع، قبل أن يعود ويلتقي بالرّجل الذي كان أعمى.

~تأمل في النص~

اعتاد الجيران على رؤية الشحّاذ الاعمى، وكان شفاؤه وتحوّله الجذري مفاجأةً كبيرة لهم.لذا احتاروا وتساءلوا إن كان هو بنفسه أو أحدًا يشبهه.وكأنّ النصّ لا يورد فرحهم بشفائه بقدر ما يورد تعجّبهم وفضولهم: “كيف انفتحت عيناك؟”لا يزال بالنسبة إليهم معضلةً وحلولاً أكثر منه كائنًا بشريًّا يحتاج إلى صديق ويبهره نور النّهار للمرّة الأولى.فضولهم يدفعهم أيضًا للسّؤال عن يسوع، ولكنّ الذي كان أعمى لا يعرف سوى اسمه، وسوى أنّه شفاه.رجلٌ أعمى لا إسم له في النصّ، إنّما اختباره للشّفاء بعد لقاء يسوع يجعله أحد الشهود للنّور.

~الفكرة الرئيسة~

شفاء الاعمى منذ مولده في إنجيل يوحنّا يظهر هويّة يسوع،فهو المسيح المُرسَل من الآب والمساوي له في عمليّة خلقٍ جديد.وهو أيضًا حدثٌ يُعيد للأعمى مكانةً في مجتمعٍ فضوليّ لا يعرف أن يفرح مع الفرحين.

~صلاة~

حبّك يا الله يخلقنا في كلّ لحظة من جديد، فنصبح في نورك ونصبح شهودًا لك.إزرع فينا هذا الإيمان.

~قرار اليوم~