مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

يسوع والتلاميذ:الاعمى كمسألة لاهوتيّة(يوحنّا9: 1-5)

~النص البيبلي~

9وبَينَما هوَ في الطَّريقِ، رأى أعمى مُنذُ مَولِدِهِ.2فسألَهُ تلاميذُهُ: “يا مُعَلِّمُ، مَنْ أخطأَ؟ أهذا الرَّجُلُ أم والداهُ، حتى وُلِدَ أعمى؟”3فأجابَ يَسوعُ: “لا هذا الرَّجُلُ أخطَأَ ولا والداهُ.ولكنَّهُ وُلِدَ أعمى حتّى تَظهَرَ قُدرةُ اللهِ وهيَ تَعمَلُ فيهِ.4علَينا، ما دامَ النَّهارُ، أنْ نَعمَلَ أعمالَ الّذي أرسَلَني.فمتى جاءَ اللّيلُ لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يَعمَلَ.5أنا نُورُ العالَمِ، ما دُمتُ في العالَمِ”.

~شرح النص~

منذ البداية يبصر يسوع الرجل الاعمى دون أن يحضره إليه أحد.إنّ يسوع يعرف ما سوف يفعل وما هدف مجيئه.إنّه النّور الآتي إلى العالم، رغم أنّ بعض النّاس يفضّلون الظلمة.وشيئًا فشيئًا، ينتبه قارىء إنجيل يوحنّا إلى التصلّب في المواقف والعِناد في عدم الرؤية.ولكن في مقدّمة هذه الآية السادسة قبل إقامة لعازر، يطرح التلاميذ على يسوع مشكلتهم الدّينيّة بخصوص الاعمى منذ مولده، يهمّهم من الذي أخطأ، لأنّ تقليدهم اليهودي يربط بين الخطيئة والإعاقة.وكأنّ هناك سببيّة مباشرة، ولو كانت عائدة إلى والدَي الاعمى.أمّا جواب يسوع فلن يكون محاضرة طويلة ولا خطابًا تفسيريًّا، بل كلمة بسيطة تعطي المعنى:إظهار قدرة الآب ومجده.لم يخطىء أحد ليثمر نتيجةً في عيون هذا الضّرير، إنّما الخطيئة الحقيقيّة هي التّعامي الإراديّ عن النور الحقيقي، الذي هو يسوع المسيح.

~تأمل في النص~

ليس سؤال التلاميذ في هذا النصّ إلّا مرحلة تمهيديّة ليستطيع يسوع أن يعطي معنى المجادلات مع الفرّيسيّين ويمجّد الله الآب في عمل الشّفاء الذي يقوم به.لذلك لا يتوقّف جواب يسوع عند السببيّة أو الإرتباط المباشر بين الخطيئة والمرض، إنّما ينتقل من السّبب إلى الغاية.ما الغاية من آلامنا أو عجزنا أو ما نعتبره مصائبنا؟ هل نتساءل ماذا فعلنا ليرسل لنا الله هذه الصّعوبة، أم نبحث عن غايته وماذا يريد منّا في هذا الظّرف؟ غايته النور والخلاص.وبينما يصبح المؤمنون شهودًا للمسيح من خلال اختبارهم له في عمق التجربة، ينغلق أعداء يسوع على أنفسهم في شبكة العنكبوت التي ينسجونها برفضهم للنّور.

~الفكرة الرئيسة~

مشكلة الشرّ والألم في العالم مفتوحة على رحمة الله ومحبّته وقدرته على نشلنا من خطيئتنا.فالحكم على الآخرين بسبب معاناتهم ليس موقفًا إنسانيًّا ولا إنجيليًّا.

~صلاة~

كلّنا خطأة يا ربّ، أشرق علينا بنورك لنمجّد الآب.

~قرار اليوم~