مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

يسوع وإبراهيم(يوحنّا8: 48-59)

~النص البيبلي~

48فقالَ اليَهودُ: “أما نَحنُ على صَوابٍ إذا قُلنا إنَّكَ سامِريٌّ وفيكَ شَيطانٌ؟”49فأجابَهُم يَسوعُ: “لا شَيطانَ فيَّ، ولكنِّي أُمَجِّدُ أبي، وأنتُم تُحَقِّروني.50أنا لا أطلُبُ مَجدًا لي.هُناكَ مَنْ يَطلُبُهُ لي ويَحكُمُ.51الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم:مَنْ عَمِلَ بِكلامي لا يَرى الموتَ أبدًا”.52فقالَ لَه اليَهودُ: “الآنَ تأَكَّدْنا أنَّ فيكَ شَيطانًا.إبراهيمُ ماتَ والأنبـياءُ ماتوا، لكنَّكَ تَقولُ:مَنْ عَمِلَ بِكلامي لا يَذوقُ الموتَ أبدًا.53أتكونُ أنتَ أعظَمَ مِنْ أبينا إبراهيمَ الذي ماتَ؟ والأنبـياءُ أيضًا ماتوا، فمَنْ تَحسَبُ نفسَكَ؟”54فأجابَهُم يَسوعُ: “لَو مَجَّدتُ نَفسي، لكانَ مَجدي باطلاً.أبي هوَ الذي يُمَجِّدُني.وهوَ الذي تَقولونَ إنَّهُ إلهُنا.55أنتُم لا تَعرِفونَهُ، أمَّا أنا فأعرِفُهُ.إذا قُلْتُ إنِّي لا أعرِفُه، كُنتُ مِثلَكُم كاذِبًا.ولكنِّي أعرِفُهُ وأعمَلُ بِكلامِهِ.56وكَم تَشوَّقَ أبوكُم إبراهيمُ أنْ يرى يَومي، فرَآهُ واَبتهَجَ”.57قالَ لَه اليَهودُ: “كيفَ رَأيتَ إبراهيمَ وما بَلَغْتَ الخَمسينَ بَعدُ؟”58فأجابهُم يَسوعُ: “الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم:قَبلَ أنْ يكونَ إبراهيمُ أنا كائِنٌ”.59فأخذوا حِجارَةً ليَرجُموهُ، فاَختَفى عَنهُم وخرَجَ مِنَ الهَيكَلِ.

~شرح النص~

هذه هي خطيئة التجديف على الروح القدس وتشويه الخير إلى صورة الشرّ، وكأنّ المسيح إبن الله به شيطان!ولكن يسوع يعرف حقّ المعرفة خفايا القلوب، ويعرف نفسه.لا يبحث عن هويّته وقيمة كيانه في نظر الآخرين، لأنّه يطلب مجد الآب ولا يدع النّاس أو الأشياء تؤثّر سلبًا على مسيرته.وعيه على هويّته إبنًا لله سوف يسبّب ردّة فعل اليهود الغاضبة ومحاولتهم رجمه.ولكنّ ساعته لم تأتِ بعد، فاختفى عنهم وخرج من الهيكل.لا يكذب يسوع عليهم بل يُعلن من هو.الكائن هو الأزليّ السرمدي كما كشف عن اسمه لموسى قديمًا في العلّيقة المشتعلة.هو الله، قَبْل إبراهيم وأكبر منه.هو الحقّ ومعطي الحياة.

~تأمل في النص~

الله والإنسان في جدال.يسوع المسيح ابن الله ونور العالم يواجه نعوتًا كاذبة ومليئة بالحقد: “إنّه سامريّ وبه شيطان”.وكذلك في عالمنا اليوم، قد يرفض الإنسان قوّة الكلمة التي يحملها ابن الله، حياةً أو دينونةً لمن يقبلها أو يحيد عنها.من يسمع هذه الكلمة ويعمل بها لا يذوق الموت أبدًا، والمقصود بذلك الحياة الأبديّة.لا تكفي معرفة الآب من خلال الكتب أو تعاليم الشّريعة، بل معرفته هي تمجيده بالعمل والحقّ.

~الفكرة الرئيسة~

المجادلات حول هويّة يسوع لا تنبع من محاولة فهم الحقيقة بقدر ما تظهر تصلّب القلوب ضدّ إرادة الآب.وبالمقابل،البحث عن مجد الآب هو نبع قوّة الإبن وشجاعته على قول الحقّ من دون تردّد.

~صلاة~