مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

الاعمى والفرّيسيّون:الإستجواب الأوّل(يوحنّا9: 13-17)

~النص البيبلي~

13فأخذوا الرَّجُلَ الذي كانَ أعمى إلى الفَرِّيسيّـينَ،14وكانَ اليومُ الذي جبَلَ فيهِ يَسوعُ الطيِّنَ وفتَحَ عَينَيِ الاعمى يومَ سَبتٍ.15فسألَ الفَرِّيسيُّونَ الرَّجُلَ كيفَ أبصَرَ، فأجابَهُم: “وضَعَ ذاكَ الرَّجُلُ طِينًا على عَينَيَّ، فلمَّا غَسَلتُهُما أبصَرتُ”.16فقالَ بَعضُ الفَرِّيسيّـينَ: “ما هذا الرَّجُلُ مِنَ اللهِ، لأنَّهُ لا يُراعي السَّبتَ”.وقالَ آخرونَ: “كيفَ يَقدِرُ رَجُلٌ خاطِـئٌ أنْ يَعمَلَ مِثلَ هذِهِ الآياتِ؟”فوقَعَ الخِلافُ بـينَهُم.17وقالوا أيضًا للأعمى: “أنتَ تَقولُ إنَّهُ فتَحَ عينَيكَ، فما رَأيُكَ فيهِ؟”فأجابَ: “إنَّهُ نَبِـيٌّ!”.

~شرح النص~

إن كان شفاء أعمى منذ مولده قد تمّ يوم سبت، فهل يصبح صانع الآية رجلاً خاطئًا؟ من الغريب أن يستجوب الفرّيسيّون رجلاً شفي من عماه من دون أن يفرحوا معه ولو لحظةً واحدة.كما التلاميذ في البداية، لا يهمّهم هذا الرجل كإنسان، ولكن كسؤالٍ للعقل المتديّن.فهؤلاء المتعلّقون بحرف الشّريعة والمتمسّكون بموجباتها، لا يريدون أن يروا، بل يتساءلون إن كان هذا الرجل أعمى فعلاً أو أنّهم ضحيّة مؤامرة كاذبة!أمّا جواب الاعمى فبسيطٌ جدًّا:يخبر تفاصيل الرواية.وفي الجدال انقسمت الآراء:هل يسوع خاطئ أم نبيٌّ؟ مسألة الخطيئة المطروحة في بداية النصّ انقلبت على يسوع الذي لا يراعي السبت.فأين هي الخطيئة وأين حقيقة الأمانة للتعاليم الإلهيّة؟ ويتابع الكاتب بنغمةٍ ساخرةٍ مشيرًا إلى أنّ الفرّيسيّين أخيرًا سألوا الاعمى رأيه، وهم معلّمو الشّريعة!

~تأمل في النص~

يدور الحديث عن يسوع بين الفرّيسيّين والاعمى الذي شفاه يسوع.بينما يسير الاعمى شيئًا فشيئًا نحو النّور الحقيقي، ينعزل الفرّيسيّون في عنادهم وجدالهم.لا يستطيعون أن يخرجوا من نمط قراءتهم للشّريعة، لأنّهم لا يريدون أن يؤمنوا بالذي تدلّ عليه الشّريعة في كمالها.يبحثون في الكتب ولا يبصرون الإنسان.على العكس، ينتقل يسوع دائمًا بالإنسان وبالحدث إلى مستوى آخر.غيّر، من خلال قيامه بالآية، مفهوم الخطيئة، وها هو أيضًا يغيّر مفهوم السبت.كلّ شيء صُنع لخير الإنسان.

~الفكرة الرئيسة~

الإيمان لقاء بيسوع واختبار حيّ لعمله الشّافي.ولكنّه أيضًا مسيرة.فالاعمى،مثل السّامريّة،بدأ بالاعتراف أنّه نبيّ،وسوف يتابع نموّه في النّور.

~صلاة~

أنت يا ربّ تضعني دائمًا أمام حريّتي، فأختار.أعطني الوعي والإرادة والقوّة لأختارك وأسير في النّور.

~قرار اليوم~