مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

عواقب عدم الإيمان(يوحنّا8: 21-30)

~النص البيبلي~

21ثُمَّ قالَ لهُم يَسوعُ: “أنا ذاهِبٌ وستَطلُبوني، وفي خَطيئَتِكُم تَموتونَ.وحَيثُ أنا ذاهِبٌ لا تَقدِرونَ أنتُم أنْ تَجيئوا”.22فقالَ اليَهودُ: “لَعلَّهُ سيَقتُلُ نَفسَهُ، لأنَّهُ قالَ:حَيثُ أنا ذاهِبٌ لا تَقدِرونَ أنتُم أنْ تَجيئوا”.23وقالَ لهُم: “أنتُم مِنْ أسفَلُ، أمَّا أنا فَمِنْ فَوقُ.أنتُم مِنْ هذا العالَمِ، وما أنا مِنْ هذا العالَمِ.24لذلِكَ قُلْتُ لكُم:ستَموتونَ في خطاياكُم.نَعَم، سَتَموتونَ في خَطاياكُم، إذا كُنتُم لا تُؤمِنونَ أنِّي أنا هوَ”.25فقالوا لَه: “مَنْ أنتَ؟”فقالَ يَسوعُ: “أخبرتُكُم مِنَ البَدءِ.26عِندي أشياءُ كثيرةٌ أقولُها فيكُم، وأشياءُ كثيرةٌ أحكُمُ بِها علَيكُم.لكِنَّ الّذي أرَسَلني صادِقٌ، وما سَمِعْتُهُ أقولُهُ لِلعالَمِ”.27فما فَهِموا أنَّهُ يُحدِّثُهُم عَنِ الآبِ،28فقالَ لهُم: “متى رفَعتُمُ اَبنَ الإنسانِ عَرَفْتُم أنِّي أنا هوَ، وأنِّي لا أعمَلُ شيئًا مِنْ عِندي ولا أقولُ إلاَ ما عَلَّمَني الآبُ.29والآبُ الّذي أرسَلَني هوَ مَعي وما تَركني وَحدي، لأنِّي في كُلِّ حينٍ أعمَلُ ما يُرضيهِ”.30ولمَّا قالَ هذا الكلامَ، آمنَ بِه كثيرٌ مِنَ النّاسِ.

~شرح النص~

إنّ هاويةً تفصل بين يسوع وبين الذين لا يريدون أن يؤمنوا.لا يستطيعون أن يأتوا إلى الآب، حيث يذهب هو.والسّبب واضح، فهم سيموتون في خطاياهم إن لم يعترفوا به مخلّصًا.أتى يسوع لخلاص العالم، ولكنّه يحترم حريّة الإنسان فلا يفرض خلاصه بالقوّة، مع العلم أنّ لا خلاص خارجًا عن المسيح.وفي الواقع، يزيد الإنسان الكافر أو الشكّاك من الأسئلة، علّه يجد حجّةً لكفره أو لشكّه، فيتابع اليهود تساؤلهم ونقاشهم مع يسوع، وكأنّهم يبحثون عن الحقيقة.إنّما الحقيقة لن تعلن إلّا فوق الصّليب، عندما يُرفع ابن الإنسان.وهنا تكمن قوّة يسوع، لأنّه يعمل ما يرضي الآب الذي أرسله، غير أسيرٍ لنظر البشر.

~تأمل في النص~

لا أحد يتكلّم مثل يسوع، ولا يزال بعضهم يسأله“من أنت؟”و”من هو أبوك؟”.كل ما قاله وكلّ ما قام به من أعمال، كفيل بأن يُظهر هويّته ورسالته لمن يريد أن يرى ويؤمن.لديه أمور كثيرة يقولها بعد، ولكن ماذا تنفع كثرة الشروحات لمن لا يرغب بالسّماع، وعندما يُرفع على الصّليب، قد يعتقد اليهود أنّهم ربحوا المعركة ونفّذوا فيه مؤامرة القتل.ولكنّ المسيح سوف يقوم ويهب الرّوح القدس، والرّوح بدوره يشهد له ويحيي المؤمنين به.من يعمل مشيئة الآب ليس وحده، ولو عزله النّاس ورفضوه.

~الفكرة الرئيسة~

عندما يتكلّم يسوع،يتوجّه إلى حريّة الإنسان وإرادته.لذلك رفضه بعضهم بينما آمن به الكثير.ولذلك يجب ألاّ نخاف من نشر الكلمة،فهي تشقّ طريقها حيث تشاء.

~صلاة~

أعطنا يا ربّ أن نتوب عن كلّ ما يبعدنا عنك، فنقبل كلمتك بالحبّ والإيمان والإستعداد.

~قرار اليوم~