مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

يسوع نور العالم(يوحنّا8: 12-20)

~النص البيبلي~

12وعادَ يَسوعُ إلى مُخاطَبَتِهِم، فقالَ لهُم: “أنا نُورُ العالَمِ.مَنْ يَتبَعْني لا يمشي في الظَّلامِ، بل يكونُ لَه نُورُ الحياةِ”.13فقالَ لَه الفَرِّيسيُّونَ: “أنتَ تَشهدُ لنَفسِكَ، فشَهادَتُكَ باطِلَةٌ”.14فأجابَهُم يَسوعُ: “نعم، أنا أشهَدُ لِنَفْسي، ولكنَّ شَهادَتي صَحيحَةٌ، لأنِّي أعرِفُ مِنْ أينَ جِئتُ وإلى أينَ أذهَبُ.أمَّا أنتُم، فلا تَعرِفونَ مِنْ أينَ جِئتُ ولا إلى أينَ أذهَبُ.15أنتُمْ تَحكُمونَ بِمقاييسِ البشَرِ، وأنا لا أحكُمُ على أحدٍ.16وإذا حكمتُ، فحُكمي صَحيحٌ لأنِّي لا أحكُمُ وَحدي، بل أنا والآبُ الّذي أرسَلَني.17وفي شريعتِكُم أنَّ شهادَةَ شاهدَينِ صَحيحةٌ:18فأنا أشهَدُ لِنَفسي، والآبُ الّذي أرسَلَني يَشهَدُ لي”.19فقالوا لَه: “أينَ أبوكَ؟”فأجابَهُم: “أنتُم لا تَعرِفوني ولا تَعرِفونَ أبي.ولَو عَرَفتُموني لَعَرَفتُم أبي”.20قالَ يَسوعُ هذا الكلامَ عِندَ صُندوقِ التَّبرُّعاتِ وهوَ يُعَلِّمُ في الهَيكَلِ، فما أمسكَهُ أحدٌ لأنَّ ساعتَهُ ما جاءَت بَعدُ.

~شرح النص~

تابع يسوع تعليمه بعد حادثة المرأة الزّانية معلنًا أنّه نور العالم.فمن لا يريد أن يسير في النّور قد انسحب لئلّا تظهر خطيئته ويصلح حياته.أمّا الإنسان الذي يقتبل النّور فيسير في طريق الحياة.ولكنّ الفرّيسيّين لا يزالون في مجادلاتهم العقيمة، يبحثون عن صحّة شهادة يسوع لنفسه.وهنا شهادة يسوع كإبن الله الوحيد، هي علامة لكيانه وإثبات لهويّته، لأنّ الآب يشهد له، وهو الذي يعرف الآب حقّ المعرفة.إنّ مواضيع الشّهادة والمعرفة والسير في الحقّ هي محطّات إهتمام في الإنجيل الرّابع، وهي من خصائص المؤمن الذي يتبع المسيح نور العالم فيقوده إلى معرفة الآب وإلى العيش في الحقّ بروح الله.

~تأمل في النص~

لا يستطيع المؤمن أن يتبع يسوع ويبقى متردّدًا، متنقّلاً بين النّور والظّلام، راغبًا في الحصول على كلّ شيء في هذا العالم وفي الآخرة.بل عليه أن يختار ويحزم أمره بين الخير والشرّ، بين الصدق والرّياء، بين الله والعالم.يسوع يعرف من أين أتى وإلى أين يذهب، لذلك لا يحكم على أحد ولا يدين بحسب المظاهر.إلى هذه الإستنارة نحن مدعوّون، لنحمل شهادة الإنجيل والمعرفة العميقة لله في محيطنا، بعيدًا عن التعصّب الاعمى وعن كذب الخبثاء.

~الفكرة الرئيسة~

يسوع نور العالم.من يتبعه لا يمشي في الظّلام.إن كنّا تلاميذه حقًّا نحيا من حياته ونكون حيث يكون.

~صلاة~

أنت يا ربّ نور الحياة الذي يضيء خطانا ويملأ قلوبنا.أعطنا الشّجاعة والقوّة على نشر نورك بين ظلال عالمنا القلق.

~قرار اليوم~