مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

المرأة الزّانية:الحكم والغفران(يوحنّا8: 7-11)

~النص البيبلي~

7فلمَّا ألحُّوا علَيهِ في السُّؤالِ، رفَعَ رأسَهُ وقالَ لهُم: “مَنْ كانَ مِنكُم بِلا خَطيئَةٍ، فَليَرْمِها بأوّلِ حجَرٍ”.8واَنحنى ثانيَةً يكتُبُ في الأرضِ.9فلمَّا سَمِعوا هذا الكلامَ، أخذَت ضَمائِرُهُم تُبكِّتُهُم، فخَرجوا واحدًا بَعدَ واحدٍ، وكِبارُهُم قَبلَ صِغارِهِم، وبَقِـيَ يَسوعُ وحدَهُ والمرأةُ في مكانِها.10فجَلَسَ يَسوعُ وقالَ لها: “أينَ هُم، يا اَمرأةُ؟ أما حكَمَ علَيكِ أحدٌ مِنهُم؟”11فأجابَت: “لا، يا سيِّدي!”فقالَ لها يَسوعُ: “وأنا لا أحكُمُ علَيكِ.إذهَبي ولا تُخطِئي بَعدَ الآنَ”.

~شرح النص~

من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر.يسوع المسيح هو الوحيد الذي ينطبق عليه هذا الشرط.وحده بلا خطيئة، لذا له أن ينطق بالحكم والعقاب.لكنّه لا يفعل.على العكس، كلمته غفران وحريّة: “وأنا لا أحكم عليكِ، إذهبي ولا تُخطِئي بَعدَ الآن”.بينما يبقى حكم البشر ناقصًا وكاذبًا، يحكم الربّ بالخلاص.بينما يقود الجمع المرأة إلى ساحة الاتّهام وحدها من دون شريكها في الزّنى، يصمت يسوع منتظرًا تحريرها من خطيئتها ودينونتها. “إذهبي”:ليست مجرّد نصيحة لئلّا تعود إلى الخطيئة، بل هي قوّة النّعمة تحرّرها وتمنحها القدرة على التّغيير.غفران الربّ يرسلها حرّةً من حكم النّاس، حرّة من الماضي، حرّة من خطيئتها لتبدأ حياةً جديدة.المغفرة الإلهيّة تسبقها وتغلق الباب أمام قساوة البشر المختبئين وراء ذريعة الحفاظ على الشّريعة.

~تأمل في النص~

نطلق أحكامنا بسهولةٍ على الآخرين، متذرّعين بالمنطق أو بالدّين أو بالاعتبارات الفوقيّة حول أنفسنا.كلمة الربّ تردّنا إلى الدّاخل، لنسير في العمق ونعترف بحبّه لنا حبًّا ينير خطيئتنا ويغفرها.في مسيرتنا الإنسانيّة والرّوحيّة نتوق إلى الحريّة مع الربّ، بينما تكبّلنا أحيانًا أحكامنا المسبقة وأفكارنا القاسية.نحتاج إلى معرفة نعمة الغفران من الله كي نعرف أن نغفر للآخرين.والعكس صحيح.

~الفكرة الرئيسة~

ليس لنا أن ندين الآخرين ولا أن نقيم أنفسنا حكامًا عليهم.ولكن قبول دينونة الله العادلة هي في الواقع قبول خلاصه لأنّه ربّ المغفرة والحريّة.

~صلاة~

أنت الذي تعرفني وتسامح ضعفي، هبني روحك لأعرف ذاتي فأسامح نفسي ولا أحكم على الآخرين.

~قرار اليوم~