مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

المرأة الزّانية:محاولة إحراج يسوع(يوحنّا8: 1-6)

~النص البيبلي~

8أمَّا يَسوعُ فخرَجَ إلى جبَلِ الزَّيتونِ.2وعِندَ الفَجرِ رَجَعَ إلى الهَيكَلِ، فأقبَلَ إلَيهِ الشَّعبُ كُلُّهُ.فجَلَسَ وأخَذَ يُعَلِّمُهُم.3وجاءَهُ مُعَلِّمو الشَّريعةِ والفَرِّيسيُّونَ باَمرأةٍ أمسَكَها بَعضُ النّاسِ وهيَ تَزني، فَأوقفوها في وَسْطِ الحاضرينَ،4وقالوا لَه: “يا مُعَلِّمُ، أمسَكوا هذِهِ المَرأةَ في الزِّنى.5وموسى أوصى في شَريعتِهِ بِرَجْمِ أمثالِها، فماذا تَقولُ أنتَ؟”6وكانوا في ذلِكَ يُحاوِلونَ إحراجَهُ ليَتَّهِموهُ.فاَنحَنى يَسوعُ يكتُبُ بإصبَعِهِ في الأرضِ.

~شرح النص~

في نهاية الفصل السّابق انصرف كلّ واحد إلى بيته.أمّا يسوع فخرج إلى جبل الزيتون.بيته في علاقته الحميمة مع الآب، في صلاته المستمرّة قبل أن يعود للتعليم في الهيكل عند الفجر، غير خائف من مؤامرات اليهود لقتله.عندها جاءه معلّمو الشّريعة والفرّيسيّون بامرأة أُمسكت في الزّنى، وهم في ذلك يحاولون إحراجه ليتّهموه.فالشّريعة تقضي برجمِ أمثالها.ويسوع الذي أتى حاملاً ملء النّعمة والحقّ(يوحنا1: 17)، كيف يفي النّعمة حقّها إنْ حكم على المرأة، وكيف يكون سائرًا في الحقّ إنْ تركها خلافًا للشّريعة؟ في حكمته الإلهيّة، أظهر يسوع أنّ الشّريعة تطالهم جميعًا.الشريعة كالسّيف من دون مقبض، تجرح أوّلاً من يستعملها لضرب الآخرين.أمّا يسوع فيمنح الغفران ويوصي بعدم الرّجوع إلى الخطيئة.

~تأمل في النص~

حريّة يسوع وكلامه الصّادق ومواقفه الحازمة تزعج الفرّيسيّين ومعلّمي الشريعة.يستعملون المرأة ليحكموا عليه، فالإنسان يصبح وسيلة لنيل مآربهم.ولكنّ يسوع سوف يقلب الفخّ ويطيح باستعمال الشّريعة لاستعباد الإنسان.يعيدهم إلى ذواتهم ليعرفوا الخطيئة السّاكنة فيهم وينسحبوا بهدوء.بدل أن يقع إبن الله في فخّهم الخبيث، تمّم ما قيل قديمًا في سفر أيّوب(5: 13) “الله يمسك الحكماء بحيلتهم، ومشورة الماكرين تصير جهلاً”.

~الفكرة الرئيسة~

التمسّك بالشّريعة على حساب الصّدق الباطني والرّحمة قد يكون هربًا من الحقّ وفخًّا ننصبه لأنفسنا إذا أردنا“التّذاكي”على الله.

~صلاة~

أعطني يا ربّ صدقًا فأعرف حجمي، وتواضعًا فأعرف حقيقتي، ومحبّةً فأعرف غفرانك وأقبله.

~قرار اليوم~