مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

انقسام الرّأي في يسوع(يوحنّا7: 40-53)

~النص البيبلي~

40فقالَ كَثيرونَ مِمَّنْ سَمِعوا كلامَ يَسوعَ: “بالحقيقةِ هذا هوَ النَّبـيُّ”.41وقالَ غيرُهُم: “هذا هوَ المَسيحُ!”وقالَ آخرونَ: “أمِنَ الجليلِ يَجيءُ المَسيحُ؟42أما قالَ الكِتابُ إنَّ المَسيحَ يَجيءُ مِنْ نَسلِ داودَ، ومِنْ بَيتَ لحمَ مدينةِ داودَ؟”43فاَنقَسَمَ رأيُ النّـاسِ فيهِ.44وأرادَ بَعضُهُم أنْ يُمسكوهُ، فما مَدَّ أحَدٌ يَدًا علَيهِ.45ورجَعَ الحرَسُ إلى رُؤساءِ الكَهنَةِ والفَرِّيسيّينَ، فقالَ لهُم هَؤُلاءِ: “لماذا ما جِئتُمْ بِه؟”46فأجابَ الحرَسُ: “ما تكَلَّمَ إنسانٌ مِنْ قَبلُ مِثلَ هذا الرَّجُلِ!”47فقالَ لهُمُ الفَرِّيسيُّونَ: “أخَدَعكُم أنتُم أيضًا؟48أرأيتُم واحدًا مِنَ الرُؤساءِ أوِ الفَرِّيسيّـينَ آمنَ بِه؟49أمَّا هَؤُلاءِ العامَّةُ مِنَ النّـاسِ الّذينَ يَجهَلونَ الشَّريعةَ، فهُم مَلعونونَ”...

~شرح النص~

إنّ تعليم يسوع لا يمكن أن يترك سامعه لامباليًا.فهو يحرّك القلبَ أو يدعو للتحدّي والاستفزاز.فإنّه يدفع إلى اتّخاذ موقف.يبدو كلامه مدعاة خلاف، لأنّه لا يحبّ الرّياء ولا أنصاف الحلول.في آياته التي يفعل، قدرةٌ وسلطان.إنّما السلطان الأكبر والقدرة الأقوى هي في كلامه، كلام الحقّ.لا يحابي بالوجوه ولا يخشى عواقب الشّجاعة وقول الحقيقة.فبعضهم يؤمن به ويعتبره نبيًّا أو مسيحًا.أمّا الفرّيسيّون ورؤساء الكهنة فيسجنون أنفسهم في أحرف الشّريعة واجتهادات الكتب، بين قضبان الوصايا والطّقوس.وأصعب ما في سجنهم قصر أنظارهم عن رؤية الخلاص الآتي.حتّى الحرس ما استطاعوا مدّ أيديهم عليه واعترفوا أنّهم لم يسمعوا أبدًا أحدًا يتكلّم مثله.ولكن من لا يريد أن يسمع، ومن لا يريد أن يفهم، يغلق عينيه وأذنيه ويعتبر الآخرين مخدوعين.

~تأمل في النص~

“ما تكلّم إنسانٌ قطّ مثل هذا الرّجل!”.إنّ كلمة الربّ لا تعود فارغة، بل تضع الإنسان على المحكّ.قد يستمرّ في صلابة قلبه كالفرّيسيّين ويحتقر عامّة النّاس الّذين يجهلون الشّريعةَ، وقد يطرح السّؤال على نفسه إن كانت تسيّرُهُ أفكاره المسبَقَة وغير المبنيّة على أرضٍ ثابتة.حتّى نيقوديموس الفرّيسيّ تعرّض للهزء والسّخرية من قبل أقرانه، ولكنَّ الحوار مقطوع، وكلٌّ ينصرف إلى بيته.ما هو موقفي وكيف أتعامل مع أحكام النّاس ومع أحكامي على النّاس؟

~الفكرة الرئيسة~

عندما يتعلق الأمر بالمسيح،على الإنسان أن يختار.ولو انقسمت آراء النّاس،فأنا مدعوّ للانفتاح على روح الله وكلمته والاعتراف بالحقّ.

~صلاة~

أفرغني من ذاتي يا الله لأصبح إناءً حاضرًا لك.لا تدعني أحكم على الآخرين وأتمسّك بالقوانين على حساب المحبّة والحقّ.

~قرار اليوم~