مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

ما يَعمَلُهُ الآبُ يَعمَلُ مِثلَهُ الابن(يوحنّا5: 19-21)

~النص البيبلي~

19فقَالَ لهُم يَسوعُ: “الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم:لا يَقدِرُ الابنُ أنْ يَعمَلَ شَيئًا مِنْ عِندِهِ، بل يَعمَلُ ما رأى الآبَ يَعمَلُهُ.فما يَعمَلُهُ الآبُ يَعمَلُ مِثلَهُ الابنُ.20فالآبُ يُحبُّ الابنَ ويُريهِ كُلَّ ما يَعمَلُ، وسَيُريهِ ما هوَ أعظمُ، فتَتَعجَّبونَ21فكما يُقيمُ الآبُ الموتى ويُحْيـيهم، كذلِكَ الابنُ يُحيِــي مَنْ يَشاءُ…”.

~شرح النص~

يشرح يسوع ما أعلنه بقوله: “أبـي يَعمَلُ في كُلِّ حينٍ، وأنا أعمَلُ مِثلَهُ”، ردًّا على الاتهام بأنّه جعل من نفسه مساويًا لله، فيوضح أولاً ارتباطه المباشر بالله الآب.ربما كان الإنجيليّ يواجه اتّهامات اليهود للمسيحيين بالإشراك وكأنهم جعلوا من يسوع إلهًا آخر، فيأتي هذا النص ليوضح أولويّة الآب، مدافعًا بالتالي عن الإيمان المسيحي بوحدانية الله، ولكن معلنًا في الوقت عينه سرّ الابن في ارتباطه الجوهري بالآب.أمام اتّهام اليهود ليسوع بخرق السبت، يأتي جوابه بأنه لم يتصرّف من ذاته، بل بحسب إرادة الله.إنّ الآب هو مصدر عمل الابن، لأنّ يسوع يحقّق مشروع الله الخلاصي للبشر.إنه المتّحد به جوهريًا بالمحبّة، وبالتالي لا يمكن أن يتصرّف بغير هذا الاتّحاد، ولا يستطيع إلاّ أن يخلّص ويحيي لأنّه الحياة وفيه الحياة.وهكذا فإنّ كلّ من يؤمن بالابن يحيا، ومن لا يؤمن به يُدان، بحسب إرادة الآب الذي لا يريد دينونة الناس، بل يريد أن يؤمنوا بمن أرسَلَه.

~تأمل في النص~

“قال أن الله أبوه”، و”الابن لا يعمل شيئًا من عنده”.خطاب يسوع عن علاقته بالآب هي بداية ما سيعلنه في خطابات الوداع“من رآني رأى الآب”.علاقة يسوع بأبيه هي علاقة وثيقة بالله تتجسّد علاقة محبّة كاملة تتجلّى لكلّ إنسان.هو الآب يتجلّى للبشر بالعمل الذي يتمّمه يسوع بيننا.إرادة الآب والابن هذه هي إرادة للحياة بحيث“يقيم الموتى”على مثال يسوع القائم من بين الأموات.هكذا تتمّ الدينونة التي وضعها الآب بين يديّ الابن.لا سبيل إذًا للفصل بين الله الآب وابنه يسوع وإلا حَكَمنا على أنفسنا بالموت.

إن شفاء كسيح بيت زاتا، ليس سوى علامة للخلاص الكوني الموعود لكل من يؤمن بيسوع.بهذا تتمّ إرادة الآب الذي أرسل ابنه(5: 30).أما من يرفض نعمة الله ويستمر في الشرّ فيقوم إلى الدينونة.

~الفكرة الرئيسة~

كل من يقبل الانفتاح على دعوة ابن الإنسان هو مدعوّ إلى الحياة.

~صلاة~

أؤمن بك يا يسوع ابن الله، وأؤمن بأنك تحقق فيّ وفي العالم خلاص الله الآب.قوّني لأتحد بك كل يوم أكثر فتكون لي الحياة وأنجو من الدينونة.آمين.

~قرار اليوم~