مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

يسوع يمشي على الماء(يوحنّا6: 16-21)

~النص البيبلي~

16ولمّا جاءَ المَساءُ، نزَلَ تلاميذُهُ إلى بَحرِ الجليلِ.17فركِبوا قارِبًا وعَبَروا بِه إلى كَفْرَناحومَ.وأظلَمَ اللَّيلُ قَبلَ أنْ يَلحَقَهُم يَسوعُ.18وهبَّت عاصِفَةٌ شَديدَةٌ، فَهاجَ البحرُ.19وبَعدَما قَطَعوا ثلاثَةَ أميالٍ أو أربعةً، رأوا يَسوعَ يَدنو مِنَ القارِبِ ماشيًا على البحرِ فخافوا.20فقالَ لهُم: “أنا هوَ لا تَخافوا!”21وأرادوا أنْ يُصعِدوهُ إلى القارِبِ، فوصَلَ القارِبُ في الحالِ إلى الأرضِ الّتي كانوا يَقصِدونَها.

~شرح النص~

حان المساء وأظلم الليل على التلاميذ في القارب قبل أن يلحقهم يسوع.إنّه الّليل الروحي، كما اعتاد إنجيل يوحنّا أن يرسم الصُوَر والرموز على أكثر من مستوى.فحيث يغيب الله يطغى الظلام على العالم وتعلو الأمواج، وفي ذلك أيضًا رمز لقوى إبليس التي ترتفع لتحارب شهود الربّ.

إنّه أيضًا واقع الكنيسة في مصارعتها للشرّ في العالم، ولن يقوى عليها لأنّ المسيح ساهر على أحبّائه.وفي خضمّ العاصفة الهوجاء رأى التلاميذ يسوع ماشيًا على المياه فخافوا.إنّما في ردّة فعلهم هذه غرابة ولا شكّ:هل الخوف نابع من تلمّس الآية التي يظهرها الكلّي القدرة في سيره على المياه؟ هل يخاف الغارقون في العتمة من انبلاج النور الباهر، الذي يكشف الضّعف والنّقص والخطيئة؟ ولكن نور المسيح لا يأتي للدينونة ولا للحكم، بل لتصل السفينة إلى الأرض الثابتة،“إلى الأرض التي كانوا يقصدونها”.

انتهت الرحلة واختفت الطريق.يسوع هو الطريق.

~تأمل في النص~

إنّ العالم الذي يريد أن يبني نفسه ومستقبله من دون الله، عالم يتخبّط في الظلمة وصراعات الموت.وفي اللّحظة التي يبلغ فيها المسيح إلينا، يتحوّل الموج إلى هدوء وأمان الوصول إلى الميناء.إنّها، مع المسيح، ساعة خلق جديد.فكما فصل الله بين النور والظّلام، بين الماء واليابسة، في بدايات التكوين، كذلك حضور المسيح في كنيسته ينظّم ويرتّب ويرسم الحدود ويعيد الحياة، لأنّه هو“ملك الأرض كلّها” (مزمور47: 8).

~الفكرة الرئيسة~

المسيح الربّ يهدّىء العواصف في كنيسته.هو القادر على كلّ شيء،يهب الرجاء لعالم ضائع ويقوده إلى الحقّ والنّور.

~صلاة~

يا سيّد الكون والتّاريخ، عليك الاتّكال في عواصف عالمنا.إبقَ معنا وأعطنا أن نحفظ إيماننا لنصل معك إلى أرض الحقّ والحبّ، إلى أرض الله.

~قرار اليوم~