مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

آب/أغسطس
مقدّمة عامّة:مجادلات(يوحنّا6–10)
في بداية الفصل السادس يستوقفنا الكاتب في الآية4موضحًا أنّ عيد الفصح عند اليهود قد اقترب.ولعلّ الكاتب المُلهَم يعدّ القارىء للقسم الثاني من النصّ، حيث يبرز الفصح الحقّ، وهو بذل يسوع ذاته في موته على الصليب، ليهب الحياة كلَّ من يؤمن به.بهذه الآية“الاعتراضيّة”يُعطي الإنجيليّ معنىً لفهم رموز الحدث والخطاب الذي يليه.فالمسيح هو الفصح الحقيقيّ الذي يتمّم نبوءات ورموز العهد القديم.وإذ تتجذّر معطيات هذا الفصل في حدث الخروج وعبور الشعب القديم في بريّة سيناء مدّة أربعين عامًا، تبدو صورة المنّ السماوي الذي اقتات به الآباء في الصحراء باهتةً بالمقارنة مع خبز الحياة الأبديّة، يسوع بالذات.وهكذا، فإنّ آيتي تكثير الخبز والسّير على المياه تفتحان الطريق أمام خطاب يسوع الطويل حول خبز الحياة الذي يدعو السامعين إلى اتّخاذ موقفهم المسؤول تجاه الكلمة الإلهيّة، بالرّفض أو القبول.ثم تبدأ في بداية الفصل7سلسلة مجادلات ومناقشات، تتّخذ طابعًا مختلفًا عن الفصول السّابقة.إذ تبدأ الشكوك مع إخوة يسوع(7: 1–9)، ولكنّ هذا الأخير يصعد إلى أورشليم في عيد المظال ويستدعي الجدل في أمره(7: 10–13).ويستمرّ التصعيد عنيفًا لدى اللّقاء مع المرأة الزانية(فصل8)أو لدى شفاء الاعمى منذ مولده(فصل9)، قبل أن يعلن يسوع ذاته الرّاعي الصّالح وباب الخراف(فصل10).في بحر هذه المواجهات، يحاول بعضهم أن يمسكوه ليقتلوه، بينما ينقاد بعضهم الآخر إلى الإيمان.إنّها هبة الحريّة التي لا يرضى الخالق بأقلّ منها للمخلوق على صورته ومثاله.
وفيما يتعلق بالفصل9، هذا الاعمى منذ مولده يمثّل كلاًّ منّا في طبيعته البشريّة.تمنعنا الخطيئة من رؤية النّور الإلهي، وتحجب عن بصيرتنا جمال الله.فيأتي المسيح ليفتح أعيننا، على الله، على الإخوة، على أنفسنا.على مدّة أسبوع نتأمّل في قصّة الاعمى منذ مولده، علّنا، مثله، نلتقي يسوع في العمق، بل نصبح شهودًا له أمام الآخرين.
الأخت د.ياره متى
يسوع يطعم خمسة آلاف رجل(يوحنّا6: 1-15)
~النص البيبلي~
...5فرفَعَ يَسوعُ عينَيهِ فرأى الجُموعَ مُقبِلَةً إلَيهِ، فقالَ لِفيلُبُّسَ: “مِنْ أينَ نَشتَري الخُبزَ لنُطعِمَهُم؟”6قالَ هذا ليُجَرِّبَ فِـيلُبُّسَ، لأنَّ يَسوعَ كانَ يَعرفُ ما سيَعمَلُ.7فأجابَهُ فِـيلبُّسُ: “لَو اَشتَرَينا خُبزًا بِمئَتي دينارٍ، لَما كَفى أن يَحصُلَ الواحدُ مِنهُم على كِسرةٍ صَغيرةٍ”.8وقالَ لَه أحدُ تلاميذِهِ، وهوَ أندَراوسُ أخو سِمعانَ بُطرُسَ:9”هُنا صَبِيٌّ معَهُ خَمسَةُ أرغِفَةٍ مِنْ شَعيرٍ وسَمكتانِ، ولكنْ ما نَفعُها لِمثلِ هذا الجَمعِ؟”10فقالَ يَسوعُ: “أقعِدوا النّاسَ”.وكانَ هُناكَ عُشبٌ كثيرٌ فقَعَدوا.وكانَ عدَدُ الرِّجالِ نحوَ خَمسَةِ آلافٍ.11فأخَذَ يَسوعُ الأرغِفَةَ وشكَرَ، ثُمَّ وزَّعَ على الحاضِرينَ بِمقدارِ ما أرادوا.وهكذا فعَلَ بالسَّمكَتَينِ.12فلمَّا شَبِعوا، قالَ لِتلاميذِهِ: “إِجمَعوا ما فَضلَ مِنَ الكِسَرِ لِئَلاَّ يَضيعَ منها شيءٌ”.13فجَمَعوها ومَلأُوا اَثنَتَي عشْرَةَ قُفَّةً مِنَ الكِسَرِ الّتي فَضَلَت عَنِ الآكلينَ مِنْ أرغِفَةِ الشَّعيرِ الخَمسَةِ.14فلمَّا رأى النّاسُ هذِهِ الآيةَ الّتي صنَعَها يَسوعُ قالوا: “بالحقيقَةِ، هذا هوَ النَّبِيُّ الآتي إلى العالَمِ!”15وعرَفَ يَسوعُ أنَّهُم يَستَعِدُّونَ لاَختِطافِهِ وجَعْلِه مَلِكًا، فاَبتَعدَ عنهُم ورَجَعَ وحدَهُ إلى الجبَلِ.
~شرح النص~
تذكر الأناجيل الإزائيّة معجزة تكثير الخبز والسمك، حيث يقوم الرّسل بتوزيع الطعام على الحاضرين.إنّما ينفرد يوحنا بذكر توزيع الخبز على الجمع الحاضر من قِبَل يسوع نفسه، كما بالخطاب الذي يلقيه عن خبز الحياة بعد إتمام الآية.وهو بذلك يحقّق ما ورد في المزمور132: 15 “أبارك طعامها بركةً وأشبع البائسين فيها خبزًا”.أبعد من ذلك، يعطي الكاتب الملهم هذا الحدث بعدًا إفخارستيًّا عميقًا، خاصّةً إنّ الإنجيل الرابع يتميّز بطريقة سرده للعشاء الأخير بين يسوع وتلاميذه.فالحدث تمهيد لإعطاء جسده ودمه عربونًا للحياة الأبديّة، أيّ إعلان واضح لمصيره في الموت على الصليب فداءً عن الإنسان.يقبل من الإنسان ما لديه من إمكانيّات محدودة كي يُغني فقره ويهبه الحياة الأبديّة.يسأل فيلبّس ويستمع إلى اندراوس ولكنّه يعرف ما الذي سيفعله وإلى أين سوف تقوده المحبّة.
~تأمل في النص~
الإنسان جائع، وجوعه هذا لا يمكن أن تسدّه الحاجات البشريّة اليوميّة.فها فيلبّس يعتمد على إمكانيّات ماديّة لا على القدرة الإلهيّة، وها أندراوس يلاحظ نقص الموارد في حساباته العمليّة الضيّقة.وها نحن عاجزون أمام ضخامة التحدّيات التي تلفّنا.يصعب علينا أن نفهم كيف يجيب يسوع على فقر الإنسان الكياني.نتقلّب في همومنا محاولين أن نحيد عن الصّعوبة، أو نطلب يسوع ملكًا على شاكلتنا.في جوعنا لا نعرف أن نؤمن.ولكنّ المسيح هو غذاؤنا وقرباننا، نتبعه لا لأنّنا شبعنا بل لأنّه ابن الله الفادي مخلّصنا.
~الفكرة الرئيسة~
الله يدعوني إلى قبول حبّه في غذاء الروح الحقّ،لأكون بدوري ذبيحة شكر في خدمة إخوتي الجائعين إلى اختبار حبّ الله ورحمته.
~صلاة~
أيّها المسيح خبز الحياة وغذائي في جوعي، أضع بين يديك محدوديّة إمكانيّاتي لأغتني من جودك وأشارك إخوتي بعطاياك.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Journey Through Hebrews

Practical Ways to Love God & Others: Devotions for Girls (I Am Available)

The Sabbath Way: Finding the Rest Your Soul Craves by Travis West

Encouragement for New Believers

Technicolor Woman

Is ‘Making Money While You Sleep’ Biblical?

I Said Yes to Jesus: A 5-Day Journey to Take Your Next Steps in Faith by Youth Alive Australia

Journey Through Revelation

Dear Black Woman, You Are Not Alone in Your Grief
