مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

والآبُ الّذي أرسَلَني هوَ يَشهَدُ لي(يوحنّا5: 31-38)

~النص البيبلي~

31لَو كُنتُ أشهَدُ لِنَفسي، لكانَت شَهادَتي باطِلَةً.32ولكنَّ غَيري يَشهَدُ لي، وأنا أعرِفُ أنَّ شَهادتَهُ صَحيحَةٌ.33أرسَلْتُم رُسُلاً إلى يوحنَّا، فشَهِدَ يوحنَّا لِلحقِّ.34لا أعتمِدُ على شهادَةِ إنسانٍ، ولكنِّي أقولُ هذا لِخلاصِكُم.35كانَ يوحنَّا سِراجًا مُنيرًا ساطِعًا، فَرَضيتُم أنْ تَبتَهِجوا فَتْرَةً بِنُورِهِ.36لي شهادَةٌ أعظمُ مِنْ شهادَةِ يوحنَّا:لي أعمالي الّتي أعطاني الآبُ أنْ أعمَلَها، وهذِهِ الأعمالُ الّتي أعمَلُها هيَ نَفْسُها تَشهَدُ لي بأنَّ الآبَ أرسَلَني.37والآبُ الّذي أرسَلَني هوَ يَشهَدُ لي.ما سَمِعْتُم صَوتَهُ مِنْ قَبلُ، ولا رأيتُم وجهَهُ،38وكلامُهُ لا يَثبُتُ فيكُم، لأنَّكُم لا تُؤمِنونَ بالّذي أرسَلَهُ.

~شرح النص~

في هذه الآيات يُدرج يسوع سلسلة شهادات تدعم رسالته الإلهيّة من المعمدان، ومن الآب، ومن الأعمال، ومن الأسفار المقدّسة، قبل أن يُدرج أسباب عدم إيمان اليهود.

في النص مواجهة بين“أنا” (19مرة)و”أنتم” (11مرة)، وكأنّ يسوع يفضح العلاقة التي ساءت بين الله وشعبه عبر التاريخ، وقد وصلت إلى قمّتها برفض هذا الشعب للمرسَل الإلهيّ.تعود الشهادات التي يعلنها يسوع إلى كل عمل الله الخلاصي، وكأنّه في دفاعه عن نفسه يدعو الجميع إلى الوعي:اليهود الذين رفضوا أن يكون يسوع هو المسيح المنتظر؛ والجماعة المسيحيّة الأولى التي يمكن أن تشكّك بذلك أمام الاضطهادات؛ والمؤمنين كافّة ونحن منهم.

يتبع يسوع القانون العام الذي يرفض شهادة المتّهم عن نفسه، ويطلب أقلّه شاهدين لتستقيم الشهادة(تثنية15:19)، فيعلن أن“آخر يشهد”له، وأنّ هذا الآخر هو الله بالذات.

أرسل الله يوحنّا المعمدان يحضّر مجيء المسيح، وقد تحقّق اليهود من شهادته، وهو الذي أعلن أنّ يسوع هو المسيح.لكن، وعلى الرغم من عظمة دوره فهو ليس سوى سراجٍ، وبالتالي تبقى شهادته مرحليّة.أمّا الشهادة الأهم، فهي للأعمال الإلهيّة التي يوصلها يسوع إلى تمامها وكمالها.هذه الأعمال(آيات وأعاجيب وأقوال…)تدخل في صلب الخلاص الذي يحقّقه الله.نعم، الله هو“الآخر”الذي يشهد ليسوع وقد شهد له سابقًا من خلال الكتب، لكنّ الشعب المتمرّد لم يحفظ“الكلمة”، ولم يسمع“صوت”الله(آية37) (تثنية5: 24)، وهذا واضح في عدم إيمانه بمن أرسَلَه.

~تأمل في النص~

في كلامه غاص يسوع إلى عمق جذور الشرّ في الإنسان التي لا يمكن إلاّ لنوره الإلهي أن يسبرها.وفي كلامه يتوجّه إلى كل إنسان منتظرًا جوابًا شخصيًا، ويتوجّه القديس يوحنّا إلى مسيحيّين آمنوا ونالوا نور الرب لكنّهم أمام خطر الانغلاق على ما يظنّونه معرفة خاصة بهم.في كلامه تحذير من المجد الآتي من الناس، من المظاهر الدينيّة الغاشّة إن كان القلب بعيدًا عن الإيمان الحقّ.

~الفكرة الرئيسة~

كل ما في هذه الخليقة وكل الأنبياء والرسل يشهدون أن يسوع هو المسيح الرب.

~صلاة~

لا تسمح يا رب بأن نكتفي بأصنام نتعلّق بها وننسى أنك خالقنا ومخلّصنا، وأن فيك وحدك رجاءنا.آمين.

~قرار اليوم~