مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

فآمَنَ الرَّجُلُ بِكلامِ يَسوع(يوحنّا4: 43-54)

~النص البيبلي~

43وبَعدَ يومَينِ ذهَبَ يَسوعُ إلى الجليلِ…45فلمَّا وصَلَ إلى الجَليلِ، رَحَّبَ بِه أهلُها، لأنَّهُم…شاهَدوا كُلَّ ما عَمِلَ مُدَّةَ العيدِ.46وجاءَ أيضًا إلى قانا الجليلِ…وكانَ في كَفْرناحومَ رَجُلٌ مِنْ حاشيةِ المَلِكِ، لهُ اَبنٌ مَريضٌ.47فلمَّا سَمِعَ أنَّ يَسوعَ وصَلَ…جاءَ إلَيهِ يَلتَمِسُ مِنهُ أنْ يَنزِلَ إلى كَفْرناحومَ لِيشفيَ اَبنَهُ الّذي أشرَفَ على الموتِ.48فقالَ لَه يَسوعُ: “أنتُم لا تُؤمنونَ إلاَّ إذا رأيتُمُ الآياتِ والعَجائِبَ”.49فقالَ لَه الرَّجُلُ: “إِنزِلْ يا سيِّدي، قَبلَ أنْ يَموتَ ولَدي”.50فقالَ لَه يَسوعُ: “إِذهَبْ!اَبنُكَ حَيٌّ”.فآمَنَ الرَّجُلُ بِكلامِ يَسوعَ وذهَبَ…51وبَينَما هوَ في الطَّريقِ، لاقاهُ خَدَمُهُ وأخبروهُ بِأنَّ اَبنَهُ حيٌّ…53…فآمَنَ هوَ وجميعُ أهلِ بَيتِهِ…

~شرح النص~

جاء يسوع مرّة ثانية إلى قانا، فيقف أمام حالة تعِسة، يلعب فيها الخدم دورًا مهمًا، ويأخذ فيها الإيمان مكانه.لا يذكر يوحنّا شيئًا عن خادم الملك، كما أنه لا يذكر أيّ تفصيل عن الولد المريض، فالمهم هو خطورة حالته من ناحية، وقدرة الربّ من الناحية الأخرى.

يُبرز الإنجيلي قلق الأب من احتمال موت ولده وإلحاحه في طلب معجزة الشفاء، لكنّ الرب أعطاه معجزة الإيمان الذي يثمر حياة.قال له“إبنك حيّ”فــ”آمن الرجل بالكلمة”التي لا يمكن أن يقولها سوى الله، وكانت الحياة لولده في اللحظة عينها.فهم أنّ الأعجوبة ليست سوى آية تدلّ على معطي الحياة،“فآمن هو وبيته كله”.لا يمكن لأي آية أن تخلق إيمانًا، فالآية ليست سوى تثبيت للإيمان.

~تأمل في النص~

ليس بإمكان أي شيء أن يخرج عن قدرة الرب، شرط أن يؤمن الإنسان بذلك.في البدء خلق الله الإنسان بكلمة، وها يسوع يعيد خلقه بكلمة بعد أن اهلكته الحياة كما نختبرها جميعنا.وبالإيمان به كل شيء مستطاع.على طلب الوالد لشفاء ابنه أجاب يسوع“أنتم لا تؤمنون إلاّ إذا رأيتم الآيات والعجائب”.أراد شفاء إيمانه، وليس مجرّد شفاء ابنه جسديًا.وحده الإيمان بأن ليسوع قدرة إلهية على الجسد والروح يقودنا إلى الخلاص التام. “آمن الرجل وذهب”في مسيرة روحيّة جديدة، من دون أن يكون له سوى الثقة بكلمة يسوع.آمن بأنها كلمة قادرة فبدأ مسيرة جديدة على أساس هذه الكلمة، واثقًا بأنه لم يعد وحده، وأن الرب يرافقه مع كل المؤمنين.وبشفاء ابنه كان له تأكيد للجديد الذي وُلد فيه“فآمن هو وجميع أهل بيته”.لاقاه الرب في موته وكشف له أن الحياة والولادة الجديدة هي نعمة الله لكل من يؤمن.

~الفكرة الرئيسة~

تكمن أهميّة الإيمان في الثقة بكلمة الرب من دون معاينة الآيات التي تؤدّي إلى إيمان منطقيّ بشريّ،ربما يتحوّل إلى شكّ إن غابت الأعجوبة.

~صلاة~

تعال أيها الرب يسوع وادخل حياتي قبل أن يموت فيّ الرجاء.آمين.

~قرار اليوم~