مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

كل بشر يجيء ليسجد أمامي(إشعيا66: 22-24)

~النص البيبلي~

22فكما أنَّ السَّماواتِ الجديدةَ والأرضَ الجديدةَ‌الّتي أصنَعُها تدومُ أمامي، كذلِكَ تدومُ ذُرِّيَّتُكُم وا‏سمُكُم.23ومِنْ رأسِ شهرٍ إلى رأسِ شهرٍ، ومِنْ سبتٍ إلى سبتٍ، كُلُّ بشَرٍ يجيءُ ليَسجُدَ أمامي.24ويَخرُجونَ ويُشاهِدونَ جُثَثَ النَّاسِ الّذينَ تمَرَّدوا عليَّ، لأنَّ دودَهُم لا يموتُ ونارَهُم لا تنطفئُ، ويكونونَ مَرذولينَ مِنْ جميعِ البشَرِ‌.

~شرح النص~

الآيات الثلاثة الأخيرة في سفر إشعيا(إشعيا66: 22–24)هي عبارة عن إعادة تكرار لمواضيع ظهرت في الإصحاحين الأخيرين في السفر، وتمثل نموذجًا مصغرًا ولكن صارخ للصراع اللاهوتي في إشعيا والذي كان موجودًا في حياة شعب الله في مرحلة إعادة البناء.آية22أ تعيد الإشارة إلى“السماوات الجديدة والأرض الجديدة”، أي الخليقة الجديدة وتجديد العهد والبركة الأولى للإنسان وكل الخليقة(إشعيا65: 17–25)، في حين تعود66: 22ب لحصر وعد الرب بـ”شعب الرب”وحده من دون بقية الأمم والخليقة.في نفس الوقت، آية23تعيد التذكير بلغة قبول كل البشر وضمّهم إلى شعب الله في66: 18ب–21، في حين تعود آية24لدينونة“المتمردين”من ضمن شعب الرب(65: 2؛66: 16)، أي للتمييز بين المؤمنين وغير المؤمنين في شعب الله نفسه.وبالتالي، فهذه الآيات الثلاثة تلخّص الصراع في قلب شعب الله بين حمل رسالة رجاء لكل الخليقة أو التركيز على شعب الله وحده؛ والصراع بين قبول وشمل كل الأمم بمحبة الرب أو حصر الله بجزء من شعب الله ورفض كل آخر.

~تأمل في النص~

إشعيا66: 22–24يعكس الصراع الموجود في سفر إشعيا، والذي يعكس الصراع الذي كان موجودًا في حياة شعب الله في مرحلة إعادة بناء هويته، من ضمن إعادة البناء بعد العودة من السبي.لا بل إن إشعيا66: 22–24يعكس الصراع حول امتلاك الكلمة الأخيرة في ذلك الصراع.فآية24تأتي لتلغي آية23وشموليتها، ولتعطي الكلمة الأخيرة للأصولية، ولتحاول حصر الله في جزء واحد من شعب الله متميّزًا عن كل الآخرين.لكن ذلك الصراع لم ينته هناك.ففي التقليد المتبع في المجامع اليهودية يجب أن تُقرأ آية23مرة أخرى بعد قراءة آية24، لجعل الكلمة الأخيرة للعالمية وشمل الجميع.وذلك الصراع لا زال صراعًا حيًا حتى يومنا هذا في حياة شعب الله، في حياة الكنيسة، كما في حياة كل الأديان الأخرى.ففي الكنيسة، كما في كل الأديان الأخرى، لا زال هناك صراع شرس، وعنيف في بعض الأحيان، بين الانفتاح وقبول الآخر وشمل الجميع بنعمة الله، وبين الأصولية ومحاولة حصر الله بجزء أو طائفة أو مجموعة محدّدة ورفض كل آخر.ذلك الصراع حي في الشرق الأوسط، كما في كل العالم، اليوم؛ فهل سنسمح للأصولية والعنف بامتلاك الكلمة النهائية(آية24)، أم سنقوم بحمل رسالة انفتاح ومحبة وإعلان نعمة الله للخليقة بأسرها، ونتأكد من إعادة قراءة آية23من جديد؟

~الفكرة الرئيسة~

نحن مدعوون للتأكد من حملنا رسالة انفتاح ومحبة وقبول،وإعطاء هذه الرسالة الكلمة النهائية في مواجهة الأصولية ورفض الآخر والعنف في حياة شعب الله.

~صلاة~

أعطنا اللهم أن نكون رسل قبول ومحبة في مواجهة كل شر وعنف باسمك؛ لك كل المجد.

~قرار اليوم~