YouVersion Logo
Search Icon

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

DAY 182 OF 365

مقدّمة عامّة:هوية المسيح الإلهية(يوحنا1–5)

كتب يوحنّا الإنجيلي كتابه بهدف إثبات أنّ“يسوع هو المسيح ابن الله”، فتكون الحياة لمن يؤمنون.وقد قدَّم براهينه بالآيات التي صنعها يسوع؛ وبالكلام الذي قدَّمه، وبالشهادات التي أُعطيت عنه من المعمدان، ونثنائيل، وبطرس، والأعمى، ومرتا، وتوما، إضافةً إلى شهادته عن ذاته، وشهادة الآب عنه.بعد نشيد المقدمة(1: 1–18)، يتوقّف يوحنّا في القسم الأول عند رسالة يسوع بين الجموع وهو قسمٌ سمّي كتاب الآيات، وفيه معجزات سبع تدلّ كلٌ منها على الحقائق الإنجيليّة(1: 19–12: 50)، في القسم الثاني الذي سُمّي كتاب المجد أو كتاب الساعة مخصّص لتعليم التلاميذ(13–17)، وتقديمه ذاته على الصليب فداء لخلاص العالم كلّه وانتصاره على الموت بالقيامة.

كتب يوحنّا إنجيله بعد أن كان الإنجيليون متى ومرقس ولوقا قد أخبروا“ما عمل يسوع وعلّم”من ولادته إلى قيامته؛ كان القرن الأول في نهايته، وقد شهد هجومات على شخص يسوع، الذي هو أساس الإيمان المسيحي.في خاتمة الفصل20يعلن الإنجيلي الرابع هدف كتابته لهذا الإنجيل فيقول بأن القصد من الأعاجيب التي أوردها في كتابه، والتي يسمّيها دومًا“آيات”، هو إثبات أن يسوع هو المسيح، وبالتالي ليس هناك سوى شخص واحد، وهذا الشخص هو في الوقت عينه“ابن الله”.من يؤمن بهذه الحقيقة له الحياة، ومن يرفضها يمكث في الموت.

هذا هو مفتاح قراءة كنوز الإنجيل اليوحنوي وفهمه.وهو ما يجدر بنا الاستناد إليه قبل البدء بالقراءة.

الأخت د.باسمة الخوري

في البَدْءِ كانَ الكَلِمَة(يوحنّا1: 1-5)

~النص البيبلي~

1في البَدْءِ كانَ الكَلِمَةُ، والكَلِمَةُ كانَ عِندَ اللهِ، وكانَ الكَلِمَةُ اللهَ.2هوَ في البَدْءِ كانَ عِندَ اللهِ.3بِه كانَ كُلُّ شيءٍ، وبِغَيرِهِ ما كانَ شيءٌ مِمّا كانَ.4فيهِ كانَتِ الحياةُ، وحياتُهُ كانَت نُورَ النّاسِ.5والنُّورُ يُشرِقُ في الظُّلْمَةِ، والظُّلْمَةُ لا تَقوى علَيهِ.

~شرح النص~

يبدأ الإنجيل اليوحنوي بنشيد يعلن فيه الإنجيلي جوهر إنجيله:يسوع هو المسيح ابن الله معطي الحياة لمن يؤمن به.من خلال هذه التعابير القليلة يعطي الانجيلي مفاتيح لقراءة كامل الإنجيل وفهمه.فيسوع هو“الله الكلمة”الصادر من الآب؛ والذي صار بشرًا؛ وهو نور لا ظلام فيه، يمكن أن يقبله الناس أو يرفضوه، وهو من يعطي الحياة لمن يقبله.

هو الكلمة–الله، وهو الله، وهو في الوقت عينه متمايز عن الله.تمامًا كما أن الحكمة هي حكمة الله(أيوب28؛ أمثال8: 22–31؛ حكمة6–9؛ يشوع بن سيراخ24 )، وهو موجود منذ الأزل.كلمة الله الخالق صار بشرًا، فصار الله معنا، وعرفنا جوهر الله المحبّة والنور والنعمة والحق والرحمة والأمانة إلخ.به كان كل شيء، فالكلمة إذًا هي كلمة الله الخالقة، هو الله.

تعيدنا الكلمات الأولى في هذا الإنجيل إلى ما قبل الخلق، حيث لم يكن سوى…الله.في هذا“البدء”كان“الكلمة”، وكان“عند الله”.ولكي يمنع أي شك، يضيف“وكان الكلمة الله”.يسوع هو الله في الجوهر.الكلمة إذًا ليس شكلاً، اتّخذه الله في مرحلة من المراحل، بل هو الله الأزلي الخالق ولكي يشرح ما يقصد يستطرد: “بغيره ما كان شيء مما كان”.

~تأمل في النص~

يسوع هو الكلمة في علاقته بالآب: “عند الآب”، وفي علاقته بالعالم في الوقت عينه: “به كان كلّ شيء”.كل الخليقة بكل اختلافاتها وتمايزها خرجت من الكلمة لتنعم بحياة الله.فيه كانت الحياة الأبدية التي ابتدأت بنفخة الروح“في البدء”وأُعطيت للأبد بمن هو الحياة لمن يؤمنون به، ويقبلونه.هذه الحياة هي الانتقال من الحياة الأرضية إلى الحياة الأبديّة لمن يقبل نور يسوع المسيح.ظهر النور في ما“قال يسوع وعمل”فأشرق في الظلمة، تمامًا كما حدث في البدء عندما انبلج النور في الظلمة بـ”كلمة الله”.الظلمات هنا ليست ظلمة الخواء والخلاء بل الظلمة الأخلاقيّة والروحيّة؛ وللأسف لم يقبلها الجميع.وهنا تبدأ مأساة الحريّة الإنسانيّة، مأساة الخيار بين الظلمات والنور.لن تستطيع الظلمات أبدًا أن تسيطر على النور، لكن على من يريد الخروج من كتابتها أن يعترف بأنها ظلمات لينتقل إلى النور.

أمام المسيح الكلمة، يجد الإنسان نفسه مدعوًا للاعتراف بحالته الأصليّة الغارقة في الظلمة والمدعوّة إلى الحياة الأبديّة.

~الفكرة الرئيسة~

منذ السطور الأولى يعلن يوحنّا الإنجيل بكامله.يدخل قرّاءه في جوهر سرّ الله والإنسان من خلال العلاقة الحقّة بينهما؛والجميع مدعوّ لإعطاء جواب واضح يخطّ من خلاله كامل مصيره.

~صلاة~

أيها الرب يسوع، يا كلمة الله الخالق والمخلّص، أنرْ عقلي وقلبي فأختار النور وأنال منك الحياة يا نبع الحياة.آمين.

~قرار اليوم~

Scripture

About this Plan

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More